دعوة قوية من البطريرك الماروني في لبنان لبدء تغيير فوري

بعد أن دفع الانفجار الهائل في مرفأ بيروت بلبنان في أتون الاضطرابات، دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الأحد إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة في البلاد، وتشكيل حكومة إنقاذ بدلاً من “الطبقة السياسية” الحاكمة.

وقال الراعي في عظة الأحد: “لبنان اليوم يواجه أعظم الأخطار”، داعياً إلى “وجوب البدء فوراً بالتغيير، مسرعين إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، من دون التلهي بسن قانون جديد، وإلى تأليف الحكومة الجديدة”.

إلى ذلك شدد على أن الشعب اللبناني يريد حكومة “تنقض الماضي بفساده الوطني والأخلاقي والمادي” وتطبق الإصلاحات، مضيفاً: “الشعب يريد حكومة إنقاذ لبنان لا إنقاذ السلطة والطبقة السياسية”.

يأتي هذا بعد يومين على تلميح حزب الله إلى مشاركة كافة الأطياف السياسية والحزبية في الحكومة الجديدة، داعيا إلى تشكيل حكومة “وحدة وطنية” (تضم كافة الأطراف السياسية التي عبر العديد من اللبنانيين عن سخطهم منها).

قادة لبنان يلقون اللوم علي السياسيين

يلجأ القادة اللبنانيون إلى استراتيجية أصقلوها على مدى عقود: إلقاء اللوم على السياسيين والفصائل الأخرى، ونظام فاسد خارج عن سيطرتهم، وإذا فشل ذلك فإن السبب هو القوى الخارجية والمحرضون. بعد أيام من الانفجار أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون “أنا لست مسؤولاً”، وتابع عون: “ليست لدي سلطة التعامل مباشرة مع المرفأ”، قبل أن يشير إلى أن الكارثة سببها “تدخل خارجي”.

كما علق بهاء الحريري، وهو زعيم سني ونجل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، باللوم على حزب الله، الميليشيا والحزب السياسي الشيعي، مدعياً ​​أنه “لا شيء يدخل ويخرج من الميناء أو المطار دون علمهم”.

رفض زعيم حزب الله حسن نصر الله بشدة الاتهام في خطاب متلفز، وحذر خصومه من محاولة “بدء معركة” مع الحزب بسبب الكارثة. وبينما حذا السياسيون الآخرون حذوهما، ونفوا المسؤولية، ووزعوا الاتهامات، ورددوا عبارات واهية، ازداد غضب اللبنانيين من طبقتهم السياسية، ومن حقيقة أنه في الأيام الأولى التي أعقبت الانفجار لم يغامر أي من قادتهم بالدخول إلى الأحياء المدمرة، حيث كانت العائلات الحزينة تدفن موتاها وتحاول انتشال ممتلكاتها من المنازل المدمرة.