لقد كان واضحا لاصحاب الخبرة من الذين عاشوا فى السودان منذ سقوط حكومة نميرى ثم ما تلاها من حكومات ومن الادوار التى لعبتها امريكا ودول الغرب ضد حكومة الصادق المنتخبة ثم ضد حكومة البشير ان ثورة ديسمبر كانت ثورة دبرت لها امريكا وحلفاءها منذ ان ايقنت بان حكومة البشير حكومة اسلامية ستمنع السودان من التحول لدولة عالمانية واستعملت فى ذلك اشخاصا من المعارضة ينتسبون لاحزابا دكتاتورية ويعتقدون انهم افهم من شعب السودان عامته ومتخصصيه وعلماؤه وانهم هم وحدهم النخبة التى ستحرر الشعب من قيود غير عصرية وتجاوزها الزمن جعلت امريكا تحاصره ولا مناص له الا بكسر تلك القيود حتى تنهمر عليه خيرات المجتمع الدولى ويعود جواز السفر السودانى عزيزا كما كان ( ومثل تلك المووايل التى كانت تروجها منابر امريكا واتباعها من الثورجية )
لقد استعملت امريكا اسلوب الحصار على كل الشعب واخذت تلمح بالجزرة من بعيد الى ان شعر الشعب بانه لماذا يجوع ويتحول لشعب منبوذ طالما انه يمكنه ان يغير فقط ( اشخاصا متهمين بالارهاب ولماذا با يسلمهم للمحكمة الدولية العادلة ) ولكن الشعب لم يكن يعرف وقتها ان امريكا تريد تغيير هوية الشعب كله وفرض العالمانية عليه باللين والخداع ، بعد ان فشلت فشلت امريكا فى فرضها بالقوة باستمعال قرنق ورفاقه من العالمانيين الشماليين ( الذبن سرقوا الثورة لصالح امريكا).
لقد كان توقيت ثورة ديسمبر مدروسا من مخابرات امريكا وحلفاءها بعد ان كون الاسلاميين حكومة الوحدة الوطنية وعرضوا على حمدوك ان يتولى وزارة المالية وذلك بعد ان لمعت وسايل اعلام الغرب د.حمدوك ووعدت بان تغدق عليه النعم وتضم دولته للمجتمع الدولى بدون شروط مثل شرط التطبيع مع اسراييل واخراج الصين ودول بركس بعد ان ادخلهم الاسلاميين فصاروا منافسين خطرين على الشركات الامريكواوربية العابرة للقارات .
لقد كان تواجد السفيرين الامريكى والبريطانى فى كل مراحل الثورة مع الشباب والدعم والضخ الاعلامى الخداع الذي قامت به فضائيات تلك الدول ومنصاتها فى وسايل التواصل دليل واضح على ان الثورة ستقوم بسرقتها تلك الدول فى لحظة معينة بدليل ان تلك الدول لم تدعم تكوين حكومة بديلة من الثوار الذين كانوا يعتقدون ان امريكا دولة خيرة تريد فقط تحقيق مصلحة شعب السودان وتخليصه من حكم دكتاتورى يأوى الارهابيين ( بالطبع كل من يخالف امريكا فهو دكتاتور ارهابى ويهدد السلم والامن العالمى ).
لقد اتت امريكا بدكتور حمدوك وهو مزدوج الجنسية وهذا يتعارض مع النظم والدساتير فى السودان وغير مقبول فى اى دولة فى العالم ولقد ضرح د.حمدوك بانه لايملك خطة من اى نوع لادارة البلد، وهذا غير مقبول عقلا ولا يمكن لاى مهنى ان يقبل ان يدير شركة ناهيك عن دولة بدون خطة ، الا اننى ارجح ان امريكا كانت توعده بان اموره محلوله وسيجد كل شئ مرتب فلا داعى لخطة .
د.حمدوك لم ينجز اى شئ على ارض الواقع لانه ببساطة لم نكن عنده خطة ولا اهداف معلنه ولذلك كان يكرر سنعبر وننتصر وطبيعى ان من لايملك اهداف مربوطة بجدول زمنى فانه لن يدرى ماذا سيحقق كيف ولا متى ، وكل ما حدث كان وعود امريكية لخداع الشعب لاطالة فترة وجوده فى الحكم لافشال الفترة الانتقالية واطالتها وهذا غرض مقصود لذاته من امريكا لان تولى اى حكومة ثورية من كفاءات وطنية كانت موجودة بجانب سفير امريكا الشهم الديمقراطى النبيل كانت ستطالب امريكا بان تفى بوعودها فى اصلاح الاقتصاد كاولوية بعد رفع الحظر لانتفاء سببه بازاحة البشير مع عدم التدخل فى شوؤن السودان الداخلية، ولكن لان د.حمدوك لا علاقة له بالثورةوكان يستلم راتبه من دول يخمل جنسيتها وجاءت به مخابرات امريكا وبريطانيا بخدعة ان الكيزان لولا انهم يعرفون سر حمدوك وعلاقاته القوية بامريكا وشركاءها لم يكونوا ليطلبوه كوزير ماليه ليوحوتلالمجتمع الدولى بان حكومة الاسلاميين قد اعتدلت ( ديمقراطيا ) وطبعا تلك كانت لعبة مخابرات لانهم يعرفون ان معظم الشعب السودانى كان يعتقد ان الاسلاميين اذكياء و لولا انهم علموا ان حمدوك سيحل لهم مشكلة الاقتصاد لانهم محاصرين لما جاؤت به.
والدليل على ذلك احتفال سفير بريطانيا ب قدوم حمدوك ثم ان سفير بريطانيا هو من جعل حمدوك يطلب بعثة فولكر فاعتقد حمدوك انه سيحقق مايريده شعب السودان من رفاهية تحت رعاية فولكر والامم المتحدة وبنكها الدولى ، واصلا لو كان حمدوك ثورى وطنى كفء لكان قد وظف الكفاءات السودانية وسار بالبلد من اول شهر وفق خطة معلنه واصر على تنفيذ مقرارات الوثيقة الدستورية فى مواقيتها واهمها تكوين المجلس التشريعى وهدد بالاستقالة ان لم تنفذ تلك المقرارت فى موعدها .
واضح ان حمدوك كان يتوقع ان من اتى به سوف يعبنه على تنفيذ ما يرضى الشعب و تلك الجهات وقد تكون تلك الجهات قد خدعته هو نفسه ووعدته بمد يد العون ثم تلاعبت به وهذا اقرب للواقع حيث انها كانت تدفع له راتبه وهو كان دوما لا يتخذ قرار وينتظرها ان تقوم بتوجيهه لعمل ما يجعله يحصل على قروض من بنكهم الدولى ولذلك لم يلومها او يستعجلها للايفاء بوعودها له .
اخيرا فان اكبر دليل على ان هناك جهات خارجية هى التى اتت به هى تواجد سفراء امريكا وبريطانيا فى الاعتصام ثم عدم مشاركتهم فى اختيار رئيس وزراء ولا وزراء من الكفاءات التى كانت معهم فى الاعتصام و شخصيات كانت تعارض البشير بمنطق وعقلانية من الداخل لانها تعلم انهم وطنيين لن يقبلوا بتدخل امريكا فى شؤون السودان لانهم اساسا لم تصنعهم امريكا او تأويهم او تدفع لهم ليصبحوا مدينين لها كالذين عارضوا وعاشوا فى الخارج فصارت عليهم ديونا شخصية وجب عليهم دفعها لامريكا عندما يستلموا الحكم .