أعلن رئيس جمهورية رواندا بول كاغامه، الأربعاء، أن بلاده بصدد نشر تقرير يسلط الضوء على مسؤولية فرنسا عن الإبادة الجماعية في رواندا ضد أبناء مجموعة التوتسي العرقية عام 1994. وخلال مراسم تأبينية أقيمت في العاصمة الرواندية كيغالي بمناسبة مرور 27 عاما على أحداث إبادة التوتسي الجماعية على يد أبناء مجموعة الهوتو العرقية، حث كاغامه الدول الأخرى على عدم السكوت عن هذه الجريمة وتسليم المحرضين المختبئين في دول أوروبا وأمريكا.
وأشار رئيس رواندا، خلال خطابه الذي ألقاه باللغة الإنجليزية، إلى تقرير المؤرخين الفرنسيين الذين درسوا لمدة عامين الوثائق السرية وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران (1981- 1995) والمقربين منه كانوا يعلمون أن الهوتو كانوا يخططون لإبادة جماعية ضد التوتسي، لكنهم على الرغم من ذلك استمروا في دعم الهوتو، لأنهم رأوا في هذا مصلحة جيوسياسية لفرنسا، وفق ما نشرت وكالة «سبوتنك» الروسية.
وفي عام 1994، أسقط مجهولون في رواندا طائرة ركاب كان على متنها رئيس الدولة، جوفينال هابياريمانا، ورئيس جمهورية بوروندي المجاورة، سيبريان نتارياميرا. واستخدم متطرفون من مجموعة الهوتو العرقية مقتل الرئيسين كذريعة للاستيلاء على السلطة في رواندا وبدء الإبادة الجماعية ضد المجموعة العرقية الأصغر من التوتسي والسياسيين الهوتو المعتدلين. وقُتل قرابة 800 ألف شخص أغلبهم من أقلية التوتسي العرقية، وعرقية الهوتو خلال الإبادة الجماعية التي وقعت بين أبريل/نيسان، ويوليو/تموز عام 1994.
فرنسا تفتح أرشيفها:
أعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس الأربعاء، إتاحة الوصول إلى أرشيف الرئيس الراحل فرانسوا ميتران، حول رواندا، في إطار جهود لتعزيز فهم دور باريس في تلك الدولة الإفريقية خلال الإبادة الجماعية في التسعينات. وأوضح مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون في بيان، أن قرار إتاحة الوصول إلى أرشيف الفترة بين عامي 1990 و1994، يهدف إلى تهيئة الأجواء لفهم دور فرنسا في رواندا.وتابع: «تنضم فرنسا إلى شعب رواندا في إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للتوتسي، وتعبر عن تعاطفها وتضامنها مع الناجين ومع أسر الضحايا».
وستفتح فرنسا أيضاً، أرشيف رئيس الوزراء الأسبق، إدوار بالادور، إضافة إلى وثائق ذكرها تقرير صدر مؤخراً عن الإبادة الجماعية في رواندا.