وأوضح السفير رائد قرملي، مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية، في تصريحات لوكالة رويترز، أن سياسة بلاده تجاه سوريا لا تزال قائمة على دعم الشعب السوري وحل سياسي تحت مظلة الأمم المتحدة ووفق قرارات مجلس الأمن ومن أجل وحدة سوريا وهويتها العربية.
وأثارت شخصيات سياسية سورية بارزة جدلا في الساعات الماضية، بعد نشرها معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بزيارة وفد سعودي أمني للعاصمة دمشق، حيث التقى بمسؤولين أمنيين سوريين “رفيعي المستوى”.
ومن بين الشخصيات التي أثارت القضية، عضو “وفد المصالحة الوطنية”، عمر رحمون، الذي قال عبر “تويتر” الاثنين: “وفد سعودي برئاسة رئيس جهاز المخابرات، الفريق خالد الحميدان يزور دمشق ويلتقي الرئيس بشار الأسد واللواء علي مملوك”.
وأضاف رحمون أن الزيارة تأتي “لتمهيد لفتح السفارة السعودية بعد عيد الفطر واستعادة العلاقات على جميع المستويات”.
وكان موقع “رأي اليوم” قد نقل عن مصادر دبلوماسية سورية تأكيدها وصول وفد سعودي برئاسة رئيس المخابرات السعودي إلى العاصمة السورية دمشق، تمهيدا لعودة العلاقات الدبلوماسية الرسمية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فضل عدم الكشف عن اسمه لموقع الحرة أن “الوزارة على علم بالتقارير التي تحدثت عن محادثات سورية سعودية جارية لإعادة فتح السفارة السعودية في العاصمة السورية”.
وقال المسؤول نفسه “أحيلكم إلى الحكومة السعودية للتعليق على ذلك”، قبل أن يضيف “نؤمن بأن الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام يمكن تحقيقه فقط من خلال عملية سياسية تمثل إرادة كل السوريين ونحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والأمم المتحدة لضمان بقاء حل سياسي دائم في متناول اليد”.
وكانت صحيفة الغارديان نقلت بدورها عن مسؤولين في الرياض قولهم إن “تطبيع العلاقات يمكن أن يبدأ بعد فترة وجيزة من عيد الفطر”.
وأشار أحد المسؤولين للصحيفة إلى أن “التخطيط لهذا الأمر بدأ منذ فترة، ولكن لم يتم المضي بشيء”، موضحا أن التغييرات الإقليمية التي شهدتها المنطقة كانت بمثابة “انفتاحة” جديدة.
وليست المرة الأولى التي تتحدث فيها تقارير إعلامية عن لقاءات بين البلدين، إذ كانت صحيفة “الوطن” المقربة من نظام الأسد، قالت مطلع العام الماضي، إن “لقاء وديا” سورياً- سعودياً عقد في نيويورك، بين مندوب نظام الأسد لدى الأمم المتحدة حينها، بشار الجعفري، ونظيره السعودي عبد الله المعلمي، ووزير الدولة السعودي فهد بن عبد الله المبارك.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء كان على هامش حفل خاص أقيم تحضيراً لرئاسة الرياض لاجتماع مجموعة العشرين، واتفق الطرفان أن “ما جرى بين البلدين يجب أن يمر”.
وشهدت العلاقات بين السعودية والنظام توتراً منذ 2011، عندما قطعت الرياض علاقاتها بدمشق، وأمرت بسحب سفيرها منذ آب/ أغسطس 2011 حتى اليوم.