من يريد أن يتعرف على عمق أزمة المنطقة العربية، فلينظر إلى حيثيات زيارة الرئيس الأمريكي هذين اليومين للمنطقة العربية.
تناول الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد أن كان مظهرا فتورا واضحا لعلاقته مع دول الخليج خصوصا السعودية خلال زيارته هذه ومن خلال قمة جدة بالسعودية أوضح بأنه المخلص لكل أزمات المنطقة.
انتبهوا إلى أطراف الأزمة: إيران واليمن مع محاولة كسب العراق.
كل هذه الأطراف مصالحها وأهدافها ومصير شعوبها مرتبط ببعضها البعض ورغم ذلك تدخل علينا أمريكا مرة لتزعزع هذه الأهداف وهذه المصالح ومصير هذه الشعوب، ومن ثم تتدخل مرة ثانية لتمثل دور المخلص ودور الحمامة الحاملة لغصن الزيتون.
وفي كل مرة تنجح نجاحا باهرا في ممارسة هذين الدورين ممارسة كاملة شاملة.
تظهر الأزمات العالمية فبدلا من أن نستغل هذه الأزمات لصالح شعوبنا تضعها أمريكا علينا لمزيد من الضغط ولمزيد من الكروت التي تستخدمها لصالحها فها هي الحرب الروسية الأوكرانية وما أفرزته من فراغ سياسي واقتصادي كبير.
تأتي أمريكا اليوم لتستخدم هذه الحرب لصالحها.
تأتي زيارة جو بايدن هذه المرحلة وعنوانها يحمل دور رسول السلام في المنطقة؛ لأن الظرف الآن يحتاج لهذا الدور.
الظرف الذي أفرزته الحرب في أمس الحاجة للبترول والغاز والقمح وكل هذه المتطلبات الأساسية لن يقدم على حلها ولن تستطيع جهة تتمكن من حلها سوى المنطقة العربية.
فبدلا من أن نستغل نحن الحرب ونستخدمها لصالحنا ولحل أزماتنا ولكي نعتبرها سانحة نجبر بها أمريكا بألا تتدخل في سياسة منطقتنا العربية فنعمل على إخضاعها لنا لأنها الآن في حوجة لنا بدلا من أن يحدث هذا ها هو يحصل العكس في قمة جدة.
فها هو جو بايدن الرئيس الأمريكي يستخدم ذات سياسة أسلافه في توظيف ملفات المنطقة، فهم أنفسهم من أوجد هذه الملفات، وعمل على إشعالها في كل مرة.
وحينما يحتاج إلى تهدئتها في فترة معينة من أجل مصلحته نفرح نحن السذج ونصيح بأن الفرج جاءنا وحده، ونضع أمام هذا الثعلب الأمريكي ذات الملفات التي صنعها هو نضعها أمامه من أجل أن يعمل على حلها.
وهو طبعا يدرك جيدا نفسيتنا فها هو خلال زيارته يطلق لنا العبارات التي تعمل على تخديرنا؛ ليرجع إلى بلده ملوحا بيده التي ترمز لغبائنا وقلة حيلنا.
فما أن تهدأ أزمة البترول والغاز والقمح.
تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة إنعاش الاقتصاد الأمريكي وأكثر ما ينعشه هو تجارة السلاح فحينئذ يظهر لنا هذا الماكر الأمريكي وجهه الآخر، فيقوم بإشعال الحرب بين ذات هذه الفرق الذي جاء اليوم ليبث فيها روح الاستقرار والأمن والسلام.
ونستجيب نحن لندائه
كما استجبنا من قبل، فيلعب على ذات الملفات، فبعد أن أوضح اليوم بأنه آت لترتيبها وتنظيمها سيتحول غدا إلى بعثرتها وتشتيتها.
والعجيب في الأمر نظل دائما نحن على الموعد ،ورهن الإشارة نقبل بكل همة وحيوية وحماس لتنفيذ جدول هذا الماكر الأمريكي.
زيارة جو بايدن للمنطقة العربية وإقامته اليوم السبت الموافق السادس عشر من يوليو ٢٠٢٢م قمة بجدة تجمع دول المنطقة تكشف بوضوح الحال المزري والمخزي والفاضح لسياسة هذه دول.
محجوب