اتسعت رقعة الاحتجاجات، في مدينة سبها جنوب ليبيا، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية المتردية التي يعاني منها المواطنون هناك منذ سنوات.
وطالب المتظاهرون الذين خرجوا في مسيرات سلمية مساء أول من أمس بإقالة المسؤولين عن إدارة شؤون البلاد، في وقت تكابد هذه المنطقة حالة من الاستقطاب السياسي بين الأطراف الفاعلة في المشهد راهناً.
وندد المتظاهرون، في شوارع سبها تحت راية حراك (ثورة الفقراء) بتعرض مناطقهم للإهمال من قبل الحكومات المتعاقبة على إدارة شؤون البلاد منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي.
وبحسب (الشرق الأوسط) تحدث، ميلودي عبدالكريم، أحد المشاركين في الحراك عن جانب من أزماتهم التي تبدأ من ارتفاع الأسعار ونقص الوقود وغياب الأمن وانقطاع الكهرباء.
وأوضح المتحدث أنهم يطالبون بفرض الأمن في مناطقهم “بتفعيل الأجهزة الأمنية للقيام بواجبها تجاه المواطنين”، مشيراً إلى “إنعدام الحد الأدنى من الأمن في الجنوب الذي لا يزال يعاني من هجمات الإرهابيين”.
وتطرق عبدالكريم كذلك إلى “تدني مستوى معيشية سكان الجنوب، في ظل أزمات اقتصادية متلاحقة، بسبب غلاء المعيشة”.
وأضاف الشاب الذي يعمل في مزارع النخيل أن، “حراك ثورة الفقراء يطالب بإسقاط أي مسؤول عن الجنوب سواء في شرق البلاد أو غربها من يتخاذل عن مساعدتنا لا يمثلنا”.
ويضم حراك ( ثورة الفقراء) الذي بدأ في منتصف أغسطس الجاري، فئات عديدة من مواطني سبها، فضلاً عن أنه يلقى تأييداً في المناطق القريبة مثل مدينة غات.
مطالب بالتوزيع العادل للثروة
وإندلعت مظاهرات تطالب بتحسين مستوى المعيشة في غالبية مناطق ليبيا، وخصوصاً سبها الجنوبية الواقعة على بعد 660 كيلومتراً، جنوب طرابلس.
وتعاني سبها منذ سنوات وبشكل دائم من التهميش والإهمال، حيث سبق لمشايخ وأعيان فزان، أن اشتكوا في منتصف أبريل من تعرض مدن الجنوب الليبي لـ”التجويع والإقصاء والتهميش” على أيدي الحكومات المتعاقبة.
وأمام المعاناة التي يتحدث عنها سكان الجنوب، طالب مشايخ وأعيان فزان بـ”التوزيع العادل للثروة بين الليبيين”، قبل أن يؤكدوا أن ليبيا “تسع الجميع دون إقصاء أو تهميش”.
كما شدد المشايخ على أهمية التمسك بـ«ضرورة عدم استغلال الحاجات الإنسانية للمنطقة، وإدخالها في الصراع السياسي بين الحكومات المتعاقبة».