حذرت مصادر حقوقية من الخطوة التي أعلن عنها النظام السوري، أمس الأحد، والتي تتضمن السماح لمن أسماها “مجموعات سياحية دينية عراقية” بالدخول إلى سوريا، مشيرة إلى أنها تصب في سياق التجهيز لشرعنة تمليكهم عقارات وأملاك المهجرين السوريين.
وفي التفاصيل، أعلن النظام وعبر الشركة السورية للسياحة والنقل، للسياحة والنقل التابعة له، وعبر وزارة داخليته، الموافقة على دخول مجموعات سياحية دينية من العراق “فقط”، بحجة زيارة “العتبات المقدسة” في سوريا.
وأشارت مصادر موالية للنظام، إلى أن التعليمات التنفيذية لتطبيق القرار ستصدر خلال أيام قليلة، وخاصة فيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية حول فيروس كورونا، من قبل وزارة الصحة بالتعاون مع وزارتي السياحة والداخلية .
وادعى النظام، أن أعداد أفراد المجموعات السياحية “الدينية”ستكون قليلة، وسيخضعون للحجر إلى حين ظهور نتائج فحوص الـ “بي سي آر” التي سيجرونها في سوريا.
وفي هذا الجانب قال الحقوقي المهتم بالشأن السوري الداخلي وبانتهاكات النظام “عبد الناصر حوشان ، إنه “في العراق لا يمكن أن تفصل بين الإيراني والعراقي بعد 2003 فقد اختلطت الانساب و تداحلت الجنسيات المزدوجة، ولكن على ما يبدو أن الامر ابعد من ان يكون تنظيم للسياحة وقد يكون الأمر لتوطين هؤلاء على دفعات لاسيما بعد فتح باب تملك الأجانب على مصراعيه”.
وأضاف أن “موافقة وزارة الداخلية تعتبر إقامتهم مشروعة و بناء عليها يمكنهم التملك”.
النظام السوري يسمح للعراقيين
وعن السبب وراء ما أشار إليه النظام بأنه يسمح للعراقيين فقط بالدخول، وفيما إذا كان ذلك رسالة للإيرانيين بعدم رغبته في استقبالهم حاليا؟ أوضح “حوشان” أن “الإيرانيين يدخلون متى شاؤوا ولايوجد عليهم قيود”.
وأمس الأحد، حذرت هيئة القانونيين السوريين في مذكرة أصدرتها، من مساعي النظام السوري لشرعنة تمليك الميليشيات الإيرانية منازل وعقارات سكنية وتوطينهم في سوريا، وإسكانهم في منازل النازحين والمهجرين.
جاء ذلك ردا على ما أقره برلمان النظام أو ما يسمى “مجلس الشعب”، الأربعاء، من تعديلات خاصة بقانون تملك الأجانب رقم 11 لعام 2011، والتي تتعلق برفع القيود التي كانت تمنع تملك الأجانب لأكثر من شقة سكنية للعائلة الواحدة، ومنع المالك الأجنبي من التصرف بالعقار قبل مرور سنتين على اكتساب الملكية.
وبشكل مستمر تعمل إيران على التمدد دينيا ومذهبيا في سوريا، من خلال محاولة نشر “التشيّع” وبناء الحسينيات والمقامات التابعة لها.
وفي 13 تشرين الثاني 2019، كشفت مصادر، عن انتشار ملحوظ للإيرانيين في عدة نقاط داخل الشام القديمة، وآخر تلك المشاهدات انتشارهم في منطقة “باب الصغير” والتي يتواجد فيها مقبرة تسمى باسم المنطقة ذاتها، حيث تمتد تلك المقبرة إلى أخرى تسمى “مقبرة باب الكبير”.