كان الغرب في السابق يسيطر على المجتمعات عن طريق الاستعمار والقمع السلطوي، فقد قرر الان أن يلجأ إلى تفكيك المجتمعات ثقافياً بدلاً من مواجهتها بشكل مباشر، وأن يلجأ إلى الإغواء بدلاً من القمع ، وقد أدرك الغرب أيضاً أن العملاء السودانيين في أمريكا والدول الأوروبية ، هم أكثر من يساعد بالقيام بعملية التفكيك هذه بالنيابة عنه، ولذا قام بتقنين العمولات والرشاوى وصفقات السلاح والتوكيلات التجارية التى تحقق لأصحابها أرباحاً خيالية ، على أن يحققوا لهم التسهيلات المختلفة لهم من خلال نفوذهم داخل جهاز الحكم، ويأخذ التفكيك والإغواء شكل التستر على الحكام الذين يهربون أموال شعوبهم للخارج ، حيث توضع فى حسابات سرية، وبهذه الطريقة يصبح النفوذ الأمريكي ممتد في السودان وقادرا على التلاعب والتحكم بهم ، فلذلك نجد الولايات المتحدة الأمريكية تركز أكثر أنشطتها في دعم البرامج الثقافية عن طريق المنظمات وإخراج كوادر جديده تدافع عنها وعن تواجدها بالسودان ، وتأتي من بعدها المنظمات الفرنسيه تتمثل في CFI بمشروع ثقافي كبير يسمى صدى الثقافي يجوب كل ولايات السودان المختلفة ، وعلى وجة الأخص الولايات التي تعاني من الحروبات والضغوطات والفقر ، لاستمالتهم واغوائهم وتحريضهم ، ومن بعدها يتم استيعابهم فيما يسمون بأفراد المنطومة الدولية ، وتتم رشوتهم واللعب بعقولهم وتمرير أجندتهم عبرهم ، وتلعب المؤتمرات المتعددة التى لا تنتهى دوراً مهماً، إذ يتم من خلالها فى كثير من الأحيان تدجين المثقفين ، وضخ كميات كبيرة لتمويل مئات المشاريع البحثية ، وقد ظهرت مؤخرا عشرات المراكز البحثية في السودان ، يتم تمويلها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، التى تم عن طريقها استئناس عدد كبير من مثقفي الدول الغربيه وبعض العربيه ، بحيث أصبحت رؤيتهم للعالم لا تختلف فى بنيتها عن رؤية الشركات متعددة الجنسيات ، ولا عن رؤية التشكيل الغربى للعالم، قد أصبحوا يرون أن ثمة تماثلاً شبه كامل بين مصالح المجتمع المحلى ، ومصالح المجتمع الغربى ، فالحرب في السودان الان هي حرب للتمهيد لإستعمار ثقافي كبير ، قد يتم فيه دفن الهويه السودانية والإسلامية وإبراز هويه مشكله بطابع غربي .