قالت سلطات جنوب السودان، ان سجن جوبا المركزي استقبل نحو “80” من المرضى النفسيين، الذين دفع بهم أهاليهم لاتقاء خطورتهم في ظل عدم وجود مستشفى للأمراض النفسية في البلاد لاستقبالهم. ولم تكن تتخيل سلطات جنوب السودان أن إصابة مواطنين بـ”الجنون” سيكون واحدا من أكبر مخلفات الحرب التي عانت منها البلاد لسنوات.
وخلال الفترة التي أعقبت الحرب الأخيرة في دولة جنوب السودان، ارتفع عدد المصابين بالأمراض النفسية نتيجة للصدمة التي تعرضوا لها خلال الأزمة.
كما زادت معدلات الانتحار وسط الشباب في جميع أرجاء البلاد لغياب الرعاية النفسية لضحايا النزاع في مختلف ولايات البلاد التي شهدت وقوع جرائم وانتهاكات مروعة ضد المدنيين.
ولا تزال جنوب السودان تدفع ثمن ويلات الحرب؛ إذ اشتكت السلطات الأمنية، وتحديدا مصلحة السجون، من قيام الأسر بتسليم أبنائها المصابين بأمراض عقلية لإدارة السجن المركزي بالعاصمة جوبا لاحتجازهم.
وأرجعت السلطات الأمنية لجوء الأهالي لهذه الخطوة، إلى عدم وجود مستشفى للأمراض العقلية، مطالبة الحكومية بالتدخل لحل تلك الأزمة ذات البعدين الأمني والصحي.
وقال أنطوني أوليفر ليقي، المتحدث باسم مصلحة السجون في العاصمة، إن هناك أكثر من 80 شخصا من المرضى النفسيين والمختلين عقليا تم تسليمهم لإدارة سجن جوبا المركزي بواسطة أسرهم؛ خوفا من قيامهم بأي أعمال عدوانية.
وأضاف ليقي لـ”العين الإخبارية”: “نطالب الأسر بالعناية بأفرادها المصابين بأمراض نفسية وعقلية في منازلهم بدلا من إحضارهم لسجن جوبا المركزي والإبقاء عليهم في الحبس بسبب عدم وجود مستشفى للأمراض النفسية والعقلية”.
وناشد المتحدث باسم السجون، حكومة بلاده والجهات المختصة بالعمل من أجل إنشاء مرفق صحي خاص بهؤلاء المرضى حتى يستطيعوا الحصول على المساعدة المطلوبة.