ستدفع القوات الأمنية فاتورة ضعف البرهان وتردده ؛ ستدفع القوات الأمنية فاتورة (الجرجرة السياسية)التي ينتهجها البرهان ؛ ستجد القوات الأمنية نفسها في حرب شوارع بلا نهاية ؛ وأمام تنازع بلا سقف أو هدف ؛ ستضطر الشرطة لقلع البزة العسكرية وستدخل في إضراب شامل؛ وتترك الفوضى كي تكون بديلاً لحكم البلاد ؛ لن يجد السودانيون من يخرج لهم (جوازا) أو (هوية) أو يؤمن لهم خوفا ؛ لن يجد السودانيون من يخدمهم في كل نائبة تحيق بهم ؛ وستنهار البلاد تماماً ويصبح كل شيئ بالقوة – لن يجد السودانيون أقساما لفتح البلاغات ولن يجدوا نجدة لفزع أي مغدور ؛ فلجان المقاومة لن تسعف منهم أحد ولن يجدوا لها عنوانا أو بريدا لإرسال شكواهم..!!!
ستتحمل القوات الأمنية نتائج ( المراوغة السياسية) التي يقوم بها البرهان ؛ وستدرك القوات الأمنية انها بحاجة إلى من يخطط لهم حسن الطريق ويدبر للبلاد (المخرج الآمن) ؛ ولن يتذكر البرهان أن القوات الأمنية قد أحكمت له السيطرة على الشارع تماماً بعد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر وأعادت الأمل في نفوس السودانيين وعشمتهم في غد أفضل ؛ وأعادت فيهم التفاؤل الذي أنهكته قوى إعلان الحرية والتغيير بعد حكمها لثلاثة أعوام عجاف ؛ وقد تفهم الشارع الإجراءات واصبح ينتظر تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنها البرهان ؛ لكنه سرعان ما تراجع عنها واصبح حديثه حديثاً سياسياً ضعيفا ولم يلغ بالا لأولئك الجنود الاشاوس الذين وقفوا كالجبال الراسية لحراسة قراراته ولانفاذها على أرض الواقع..!!
سقط العميد شهيداً.. وستسقط معه هيبة الأمن القومي وسيبقى شعار (مدنياااااو) شعارا أجوفا لا يسمن ولا يغني من جوع ؛ وسيكتشف الجميع أنهم قد أحرقوا بلادهم ؛ ولن يجدوا دولة جارة تستقبلهم كلاجئين وكللل ذلك مقابل مظالم متوهمة ؛ وقصص مصنوعة من وحي خيال مريض وحاقد – حسبي الله ونعم الوكيل.
بابكر يحي
صحفي سوداني.