::👈 كما حدثت يوم الثلاثاء قبل الفائت بالقيادة العامة والمدرعات، فما يحدث اليوم أيضاً – بقاعة الصداقة – محاولة انقلابية أخرى.. فالمحاولة الفائتة كانت عسكرية و سرية، وبلا رعاية سياسية، وتستهدف (كل الحكومة)، وفشلت سريعاً.. ولكن محاولة اليوم مدنية و على الملأ ، و بجيش من الرُعاة، ساسة وعساكر، وتستهدف (بعض الحكومة) وليس كلها، ومع احتمال فشلها – ولن يكون سريعاً – يبقى احتمال النجاح أيضاً..!!
:: فالمسمى بالميثاق الوطني لقوى الحرية، ويتم التوقيع عليه اليوم بقاعة الصداقة، هو بداية الانقلاب على ما تبقت من الحاضنة السياسية لحكومة حمدوك .. و بالمناسبة ، ليس عدلاً أن نطلق عليها الحاضنة بعد أن تمزقت مكوناتها وتفرقت أيدي سباً، بل هي كما ذكرت (بقايا حاضنة)، أبرزها أحزاب البعث وتجمع الاتحاديين والمؤتمر السوداني، ثم بعض الأمة وليس كل الأمة..!!
:: نعم، لحزب الأمة أكثر من موقف حالياً .. للواثق البرير رأي و لإبراهيم الأمين رأي آخر .. فالحزب ليس ضد العودة الى منصة التأسيس المقصود بها فك وتركيب الحاضنة وحكومتها، بل من دُعاة العودة والمطالبين بها منذ عام، ليحتل المساحة التي تتناسب مع وزنه السياسي وقاعدته الشعبية، ولذلك يبدو متحفظاً عما يحدث اليوم.. وعليه، فإن المجموعة التي تواجه عاصفة الانقلاب هي (مجموعة الثلاثة)، البعث والمؤتمر السوداني وتجمع الاتحاديين..!!
:: مجموعة الثلاثة تواجه من؟.. تواجه بعض رفقاء النضال، أي قوى موقعة معها على إعلان الحرية، وهي التي توقع اليوم على المسمى بالميثاق الوطني .. ومن سُخرية القدر أن أحمد ربيع، ممثلهم في التوقيع على الاتفاق والوثيقة، يُعارضهم اعتباراً من اليوم .. ثم تواجه المجموعة المكون العسكري، ثم أكبر شركاء السلام (مناوي و جبريل وآخرين )، ومسار الوسط، وكل أحزب البرنامج الوطني، والمجلس الأعلى لنظارات البجا (ترك)، نداء الشمال، الإسلاميين و.. و.. !!
:: هذا التحالف – الخفي – أكبر من تحالف إعلان قوى الحرية يوم التوقيع على الوثيقة الدستورية.. وعليه، فإن مجموعة الثلاثة أو الأربعة لا تواجه المكون العسكري فقط، بل كل المكونات السياسية الناشطة، ما عدا الحزب الشيوعي الذي يُعاارض الطرفين .. ولذلك صمود المجموعة – أمام عاصفة الانقلاب – ليس مستحيلاً، ولكن يبدو عسيراً وبحاجة إلى (مناورات سياسية)، وليست ثورية .. فالمناخ مناخ سياسة، وليس عنتريات .. !!
:: وبالمناسبة، مواكب الأمس – بكل ما فيها من قطار وتعطيل الدراسة والعمل – كانت دون المستوى، وأشبه بمواكب الفلول (المصنوعة)، أي لم تكن تلقائية مثل مواكب الثورة .. فالشارع أذكى من أن يقوده حزب أو حركة، ولم يعد سهلاً إقناع الثوار بالخروج – بالمليونيات – لصالح هذا التحالف الخفي أو مجموعة الثلاثة، ومن يُراهن على غير الذكاء السياسي سيكون من الخاسرين.. !!
:: وكنت قد سألت لماذا توسيع قاعدة المُشاركة؟، ومن المستفيد من التوسيع؟، وهل لما يحدث علاقة بانتقال رئاسة المجلس السيادي الى المدنيين؟.. والانتخابات.. و..للإجابة، نجتر الذكرى.. قبل انفصال الجنوب، عندما سألوه عن التدخل الأجنبي في قضية السودان بالجنوب، قال الراحل جون قرنق: (الزول لو ما ربط الناموسية كويس، والبعوض دخل، غلطان الزول ولا البعوض؟).. !!
:: وللأسف، زُعماء قوى الحرية – وخاصة صُناع القرار الأربعة – لم يربطوا ناموسية الحاضنة السياسية كما يجب، وكان طبيعياً أن يدخل كل هذا الناموس، ليُصيب الحاضنة بداء الإنشطار، لصالح مٌعادلة سياسية مختلفة تماماً، وسنتحدث عنها لاحقاً.. !!
:: فالمهم والمؤسف، من أتتهم السُلطة السياسية وهي تجرجر أذيالها لم يمارسوا الديمقراطية في مطابخ القرار، ولم يقدموا لأجهزة الدولة الكفاءة المطلوبة، ولم يحتضنوا حركات الكفاح المسلح بحيث تكون إضافة وليست خصماً، ولم يتصالحوا مع الإدارات الأهلية والطرق الصوفية وغيرها من (أوتاد المجتمع) .. اختزلوا الثورة والتغيير في (قسمة الكيكة) فقط، فتركهم الشارع مكشوفي الظهر والحال، لينقض عليهم (التحالف الخفي)..!!
✍️ الطاهر ساتي