انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات حول وجود عمال سودانيين محتجزين يعملون قسراً في ليبيا، وبدأ الأمر عن طريق نشر صور لعلبة سردين وجدت فيها عبارة “نحن عمال سودانيين مستعبدين في الشركة”. والشركة هي شركة جنزور التي تنتج السردين المعلّب في ليبيا.
وهذا للبعض ليس مستغرباً فالكل يعلم أن الكثير من الشباب السودانيين ذهب الى ليبيا سواء للعمل أو ليكون مرتزقاً مقاتلا أثناء الحرب الأهلية التي حصلت في ليبيا في السنوات الماضية، ولقد انتهى الأمر بالبعض الى الموت أو الاعتقال في السجون الليبية أو الاختفاء، وربما جزء من المقاتلين السودانيين تم تحويلهم الى عمال مستعبدين لاحقاً، وللأسف فظاهرة الاستعباد والعمل القسري ليست بغريبة على أفريقيا، ولا على دول العالم الثالث بشكل عام.
من جهة أخرى الحكومة السودانية وخلال السنوات السابقة أثبتت فشلها الدبلوماسي ولم تتعاطى مع قضية السودانيين العالقين في الخارج بالشكل الصحيح، لا بل ويقول البعض انها لم تحاول أصلاً، أما الجيش السوداني والقوات الرديفة له فلم تحمي الحدود ولم تمنع الشباب العاطل عن العمل من الذهاب الى ليبيا، وكأن هناك من أراد التخلص من الشباب من أجل عدم تحمل مسؤولية ايجاد أماكن وفرص عمل في الداخل السوداني.
وأخيرا لم يبق الا ان ننتظر ونترقب ونرى ماهي الاجراءات التي ستتخذها السلطات السودانية ووزارة الخارجية، فمجرد وجود هكذا خبر ولو لم يكن مؤكدا تماما، فهو بمثابة اهانة للشعب السوداني وللدولة السودانية ومن العار أن تلتزم الحكومة الصمت بهذا الخصوص.