بعد اقتناع الشارع الوطني والمجتمع الدولي بعبثية المظاهرات الحالية. انفضى سامر المجتمع السوداني من قحت. وسحب المجتمع الدولي الغطاء الإعلامي منها. وأصبحت مظاهراتها إسفيرية بقيادة معاقري الخمارة ومرتادي أندية العراة بأوروبا. وسائقي التكاسي بأمريكيا. ومتسكعي الخليج. وبذا تكون خطة تدمير السودان قد اعترضتها صخرة الوطنيين المثبتة بكلمة التوحيد. لذلك نرى أن أمريكيا رفعت هذه الأيام (الكرباج) لإلحاق القطيع القحتاوي بقطار المصالحة الوطنية الذي أطلق صافرته. فالأمم المتحدة نادت بذلك عبر حاكمها العام لدولة السودان (فولكر) وأمينها العام. وعلى المستوى الداخلي نلاحظ السنابلة قد غيروا من طريقة اللعب الدافوري التي كانت سائدة طيلة الفترة الماضية. فوضعوا كرتهم أرضا من أجل إحراز هدف في مونديال الإنتخابات القادم. وحزب الأمة (جناح مريومة بت سيدي اللمام) قال: (آن الأوان للتوصل إلى توافق بين جميع القوي المدنية التي تؤمن بالتحول المدني). والبعثيون قالوا في لجنة التمكين سيئة الذكر ما لم يقله (القراي في الذات الإلهية). ويمكننا القول: (بأن اللغة الوطنية التي تتحدث بها قحت هذه الأيام ليست من أجل الوطن. بل من أجل الكفيل). وعليه تبقت هندسة مائدة المصالحة. ولكن هناك فاتورة باهظة الثمن. ولطالما (ماما أمريكيا) قد نادت بالمصالحة من أجل مصلحتها في السودان. فإن قحت بلا تردد سوف تدفعها عن يد وهي صاغرة. وملامح الفاتورة نقلتها صحيفة سودانية بكشفها لمشاركة قوى كانت ضمن نظام البشير في الحكومة الجديدة. وتكملة لباقي الفاتورة سوف يخرج الإسلاميون من السجن. وعما قريب سوف يقيم غندور ندوة بالميدان الشرقي لجامعة الخرطوم. وأحمد هارون سوف يعانق أهله وعشيرته (الكردافة الناس القيافة) باستاد الأبيض. وعلى الحاج بالساحة الخضراء. ومحمد علي الجزولي في مسجد الجامعة. ورسالتنا لقحت وتلبية لطلب أمريكيا وحتى لا تخسر عضويتها التي كانت (سايقاها بالخلا) منذ قيام الثورة المصنوعة أن تبدع في التدليس من أجل إقناع قطيعها المنتشر في مزرعة الشيوعيين ولا يعلم عن مصيره ومستقبله شيء وهو هائم في الشوارع نهيقا وخوارا. بتلك الحقيقة التي توصلت إليها دول الإقليم والمجتمع الدولي إنه لا بديل للإسلاميين في الحكم إلا الإسلاميين.
د. أحمد عيسى محمود