_ كشف مصدر مطلع لصحيفة التغيير الإلكترونية عن بيع الحكومة الانتقالية 54 ألف طن من قمح المعونة الأمريكية لسداد مديونياتها لدى المطاحن.
وتوقع المصدر حدوث أزمة دبلوماسية بين الخرطوم وواشنطن لجهة أن القمح الأمريكي منحة لتوفير الخبز للشعب السوداني دعما لمسيرته نحو التحول الديمقراطي.
واستقبل ميناء بورتسودان الشمالي 3 دفعات من قمح المعونة الأمريكية ضمن المنحة التي أعلنت واشنطون تقديمها للشعب السوداني من أصل 6 دفعات.
وحملت كل شحنة وصلت إلى ميناء بورتسودان 48 طناً من القمح الأمريكي.
ووصلت الدفعة الأولى للبلاد في يونيو المنصرم، و أعقبتها الدفعة الثانية التي وصلت في 29 يوليو الماضي.
وقال المصدر الذي فضّل حجب اسمه لـصحيفة التغيير : “مسؤول المعونة الأمريكية في الخرطوم حذر الحكومة السودانية من بيع القمح واعتبره خيانة للاتفاق الأمريكي السوداني”.
وكشف المصدر عن توقف المطاحن عن توزيع الدقيق المدعوم للولايات ، وأوضح أن كمية القمح المتوفر بها حاليا لا تتجاوز 66 ألف طن.
وأكد المصدر عجز ووارة المالية عن سداد مديونياتها لدى المطاحن والبالغة 18 مليون دولار بسبب الانقلاب العسكري على السلطة الشرعية وعجز الدولة عن توفير إيرادات.
ووفق المصدر بدأت جدولة المديونيات في سبتمبر الماضي، لكن الفشل في سدادها دفع المطاحن لحجز القمح المدعوم.
وكانت الولايات المتحدة قد علقت مساعداتها للسودان من المخصصات الطارئة بقيمة 700 مليون دولار.
وجاء القرار على خلفية الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، على الحكومة الإنتقالية يوم 25 أكتوبر الماضي.
واعتبرت واشنطن أن الانقلاب يقوض انتقال البلاد إلى الحكم المدني الديمقراطي، وقالت أنها تأخذ بعين الاعتبار “المخاوف المشروعة” بشأن عملية الانتقال في السودان.