فساد من نوع آخر

د عمر كابو

..* من يتابع ما نكتب يجد أننا لم نزل ننعش ذاكرة قرائنا الكرام بالأثر القوي (افعل ماشئت فكما تدين تدان) حيث الدين لا يبلى والديان لايموت تلك قناعة راسخة وعقيدة ثابتة لا تتزعزع بل تتجدد بدواخلنا في كل آن وحين نراها في حياة الناس من يظلم يظلم ومن يسرق يسرق ومن يفتن يفتن ومن يسيء يسأ إليه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان فعقب كل حملة شرسة قادها اليساريون ضد خصومهم الإسلاميين تشنيعًا وازدراء وسخرية واستهزاء ووصمًا بالفساد كنا نقول لهم لا تعمموا أحكامكم؛ فالإسلاميون فيهم من هو سابق بالخيرات ومنهم من هو مقتصد ومنهم من هو ظالم لنفسه فسادًا وتجاوزًا وخطيئة وهؤلاء بالطبع لايشكلون إلا قلة، ذاك ما جعل حكومة اليسار تعجز لأكثر من عامين عن إدانة أي قيادي من قيادات الحركة الإسلامية بتهمة الفساد كنا نذكرهم (أي اليساريين) بألا تظلموا الإسلاميين بل أقسطوا في تقييمكم بإثبات الفضل والنزاهة وطهارة اليد لمن يستحق منهم انطلاقا من فهم عقدي متجذر فينا أن الأيام دول بين الناس وأنكم لستم منزهين من القيل والشرور؛ بالعكس الفساد طبعة وخلة في كثير من قياداتكم ولا نقول فيكم جميعًا لأن التعميم دومًا مخل وهو منهج لا نميل إليه ونرفضه حتى لمن خالفنا الرأي لكي لا نظلم من استبرأ لنفسه منهم ولتاريخه٠٠٠ لكن نسوا حظًّا مما ذكروا به فراحوا في غمرة (سكرتهم) وفرحتهم بانتصار ثورتهم (المزعومة) يكيلون التهم جزافًا ويوزعونها بلا حساب بل ويلصقونها إلصاقًا برموز الإسلاميين حقدًا وتجنيُا وضغينة دون أن يراعوا أن لهؤلاء الرموز الإسلامية أسراً وأبناءً يتأذون من تلك الأحكام الكاذبة الجائرة والنعوت السالبة المؤلمة٠٠٠ هاهي عدالة السماء تأبى إلا أن تقول كلمتها؛ فلجنة إزالة التمكين وجدت نفسها محاصرة بفضيحة نهب أموال التمكين وتهمة الفساد الكبير بعد أن خرج وزير ماليتهم ليؤكد في أكثر من مناسبة وعلى الملأ بأن وزارته لم تتسلم دولارًا واحدًا منهم واضعًا اللجنة أمام مواجهة الرأي العام بتهمتين: تهمة نهب مليارات الدولارات وتهمة الكذب على الرأي العام وخداعه بزعمهم أنهم سلموا وزارة المالية كل تلك المبالغ وليت الأمر وقف عند هذه الفضيحة؛ فضيحة نهب أموال التمكين التي بطلها البعثي وجدي صالح؛ هاهوالرأي العام يستيقظ على فضيحة أخرى عظيمة لليسار فقد نشرت وتداولت وسائط التواصل الإجتماعي بالأمس خبرا مفاده بأن رئيس لجنة التمكين بالنفط الشيوعي (م٠أ٠ع) قد قام بالتصديق لبناء دار الحزب الشيوعي وفعليا سلم قيادة حزبه الشريكين بالأرقام ٨٨٥ و٨٩٢ المحسوبين على بنك الخرطوم من حساب شركة أنابيب النفط وهو خبر لا يمكن السكوت عليه فإما أن يخرج الحزب لينفي الخبر بعد أن تيقن الناس من فساده الجديد عطفًا على اتهام سابق قد طاله بأنه من نهب الإيثانول من وزارة الصحة كان قد تبرعت به كنانة لوزارة الصحة واختفى دون أن يعلم عنه أحد شيئًا؛ فراج في (الأسافير) يومها بأن من سرقه هو الحزب الشيوعي خاصة أن الشيوعي أكرم وزير الصحة قد سكت عن الموضوع ولم يكلف نفسه تقييد بلاغ فقدان أو سرقة حتى الآن.. هاهي تهمة الفساد ترتد قوية على وجوه اليساريين فتحاصرهم وتحولهم إلى شرذمة من اللصوص و المجرمين هل علمتم لماذا ظللنا ننعتهم بالفساد؟؟!! فقط لأننا نثق مما نقول بأنهم هم الفاسدون ولكن أكثر الناس لايعلمون.