حذرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية من تحالف جديد يتم نسجه في القرن الإفريقي بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، معتبرة أن هذا التحالف له تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة.
وأشارت المجلة إلى أنه عندما زار السيناتور الأميركي كريس كونز العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في مارس الماضي، ليلتقي رئيس الوزراء آبي أحمد، كان المطلب الأميركي الأبرز لآبي أحمد هو التوجيه بانسحاب القوات الإريترية من إقليم تيغراي.
بعد أربعة أشهر من إنكار وجود الإريتريين في إثيوبيا، أقرَّ آبي أحمد أخيراً بوجودها ووعد بالعمل على سحبها، لكن هذا الأمر لن يحدث، كما تقول مجلة فورين بوليسي الأميركية، وذلك على الرغم من التقارير العديدة التي أشارت إلى ارتكاب القوات الإريترية فظائع في تيغراي، واستمرار هذه الفظائع بلا هوادة منذ لقاء آبي وكونز.
وتشير المجلة إلى أنه منذ منتصف أبريل، شاركت عناصر من القوات الإثيوبية في المعارك العنيفة التي نشبت في ثلاث جبهات وسط تيغراي.
لافتة إلى أن القوات الإريترية عمدت إلى ارتداء الزي الرسمي لنظيرتها الإثيوبية من أجل إخفاء هويتها.
ورغم محاولة الحكومة الإثيوبية حجب أي معلومات عن الإقليم، إلا أن منظمات حقوق الإنسان الدولية وثقت بدقة، بحسب المجلة، حالات القتل الجماعي، والاغتصاب، والتدمير الوحشي، ونهب القرى والمصانع والعيادات الطبية والمدارس والمؤسسات الحكومية والمصارف.
ونقلت المجلة عن مصادر من الميدان، تأكيدات بأن النظام الإريتري رصد 10 فرق عسكرية على الأقل في جبهة تيسدايا وحدها.
وقالت المجلة إن آبي احمد، فيما يبدو، اتفق مع الديكتاتور الإريتري آسياس أفورقي على “نشر الفوضى في الإقليم”، بحسب وصفها، مشيرة إلى أن بنود الصفقة بين الرجلين ليست معروفة علناً، لكن تداعياتها أصبحت مقلقة أكثر من أي وقت مضى.
وأشارت فورين بوليسي إلى أن أفورقي، “الذي يحكم بلاداً منكوبة بالفقر رغم انفتاحها الكبير على الموانئ، والفرص والإمكانيات التجارية غير المستثمرة.
و فضل، بدلاً من معالجة هذه الأوضاع، استخدام قوته العسكرية لإملاء السياسات الإقليمية، وانتزاع التنازلات الاقتصادية من جيرانه، إضافة إلى نشر شبكته من التجارة غير الشرعية في القرن الإفريقي وما وراءه”.
الانتشار الواسع لجيش إريتريا وقواتها الأمنية في إثيوبيا يشير، بحسب المجلة، إلى الانخراط العميق لأسمرة في شؤون الدولة الإثيوبية.
والأمثلة على ذلك تشمل نشر القوات الإثيوبية إلى جانب القوات الأمهرية والجيش الفيدرالي على الحدود الإثيوبية السودانية (حيث يوجد نزاع على الأراضي)، واستخدام القوات الإريترية في الصراع ضد جبهة تحرير أورومو في إقليم أوروميا الإثيوبي.