عشية الإعلان عن أسماء المرشحين المؤهلين لخوض الانتخابات الرئاسية من قبل مجلس صيانة الدستور في الأيام القليلة المقبلة واحتمال رفض أهلية أسماء كبيرة، تعلن إيران استعدادها لوأد “الفتنة” وتزعم أنها قضت على ثلاث خلايا تجسس وثلاث مجموعات داعشية وثلاث عصابات تهريب سلاح أميركي إلى العاصمة طهران.
ونقلت وسائل إعلام رسمية ناطقة بالفارسية عن مدير عام دائرة الاستخبارات في محافظة آذربيجان الغربية دون الكشف عن اسمه، قوله: “تم الكشف عن ثلاثة شبكات تجسس” خلال الـ58 يوما الماضية، ولم يذكر لفائدة أي دولة أو جهة كانت الشبكات “تتجسس”، وتحدث عن القضاء على ثلاث “عصاب تهريب أسلحة” ومصادرة 400 قطعة سلاح، دون تقديم تفاصيل إضافية بهذا الخصوص، إلا أنه أكد “توجيه ضربات مميتة لهذه الشبكات” على حد قوله.
وزعم أيضا إلقاء القبض على ثلاثة خلايا تابعة لـ”داعش”، دخل أعضائها إيران بهدف التخريب “حيث تم رصدهم والقضاء عليهم من قبل جنود الإمام المهدي المجهولين” على حد وصفه، وحسب ما نقلته وكالة أنباء إيران الرسمية “إرنا”.
ويطلق في أدبيات النظام الإيراني توصيف “جنود إمام المهدي المجهولين” على العناصر السرية للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية.
وتحدث المسؤول الاستخباراتي في محافظة آذربيجان الغربية عن مقتل 4 أشخاص خلال الشهرين الماضيين بواسطة الاستخبارات، دون الكشف عن أسمائهم، واصفا ذلك بأنه “تمرين بسيط لحفظ الأمن”.
ونقلت وكالة فارس للانباء، إحدى أذرع الحرس الثوري الإعلامية، صباح اليوم الخميس، عن قائد شرطة العاصمة طهران، اللواء في الحرس الثوري “حسين رحيمي” قوله: “خلال تنفيذ عمليات في غرب إيران تم تفكيك ثلاث شبكات لتهريب الأسلحة من غرب البلاد إلى العاصمة طهران وإلقاء القبض على أعضائها ومصادرة 115 قطعة سلاح حربي و3700 طلقة”.
وفي الوقت الذي قال إن “80 بالمائة من تلك الأسلحة تتعلق بالولايات المتحدة ومن صنعها”، فقد أضاف” “حققنا إنجازا عظيما”، ولم يقدم إيضاحات إضافية أو تفاصيل إلا أنه أضاف أن “إحدى الشبكات تم الكشف عنها للمرة الثالثة”.
واليوم أيضا هدد نائب قائد شرطة العاصمة اللواء قاسم رضائي خلال زيارته لمعرض “إنجازات شرطة طهران الكبرى” بأن الشرطة على أهبة الاستعداد للتعامل مع الانتخابات الرئاسية الإيرانية زاعما “أن العدو يسعى للحؤول دون إقامة إنتخابات بمشاركة واسعة ولكنه يخسأ”.
رأس الفتنة الانتخابية
وحذر رضائي من يريد “الإخلال في الانتخابات”، معتبرا التصدي لذلك من مهام الشرطة وتابع: “بكل تأكيد نتصدى لأي مؤامرة، ونقوم بوأد الفتنة في المهد، ونواجه أي مثير للفتنة في أي لباس وتحت أي عنوان.”، حسب ما نقلته وكالة أنباء الطلاب الإيرانية.
وكان المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي نعت احتجاجات عام 2009 والتي يطلق عليها “الحركة الخضراء”، والتي نظمت ضد تزوير الانتخابات لصالح محمود أحمدي نجاد حسب المعارضة، بالـ”فتنة” وزعماء المعارضة بـ”رؤس الفتنة”.
وقامت السلطات حينها بقمع المظاهرات الواسعة التي عمت معظم المدن الكبرى، تحت شعار “أين صوتي”، وقتلت عشرات المحتجين وجرحت المئات وزجت الآلاف في السجون وفرضت الإقامة الجبرية لاحقا على زعيمي المعارضة الخضراء، رئيس وزراء إيران السابق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان الأسبق شيخ مهدي كروبي، حيث لا يزالان تحت الإقامة المنزلية القسرية.
ويرى مراقبون أن إعلان الشرطة خلال يوم واحد بالكشف عن 9 خلايا وشبكات وعصابات والتهديد بضرب “رأس الفتنة الانتخابية” بشكل متزامن، يأتي في سياق تخوف النظام من ردود فعل الشارع إزاء رفض أهلية بعض المرشحين وإيضا بغية الاستعداد لأي احتجاجات بعد الإعلان عن نتائج انتخابات 18 يونيو المقبل.
والعيون مشدودة على رفض أهلية أسماء كبيرة، على سبيل المثال لا الحصر الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، الذي رفع في الأشهر سقف نقده اللاذع للوضع السائد في البلاد.
ويرى المراقبون أنه رغم ترشح عدد كبير من المرشحين الأصوليين والعسكريين إلا أن المرشح الأوفر حظا للتمتع بدعم بيت المرشد والحرس الثوري، هو رئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي.
فوز رئيسي في الإنتخابات الرئاسية ربما يمهد له سهولة القفز إلى كرسي ولاية الفقيه في حال وفاة المرشد الحالي البالغ من العمر 82 عاما.
وبهذا تتكرر طريقة وصول خامنئي إلى منصب المرشد الأعلى عندما كان رئيسا للجمهورية بعد وفاة المرشد المؤسس خميني في 1989، إلا أن فشل رئيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة قد يقلص حظوظه في الترقية إلى زعامة النظام الإيراني، وحينها تتوجه الأنظار إلى نجل المرشد الأعلى مجتبى خامنئي أحد الأسماء التي تتردد لخلافة الولي الفقيه الحالي.