استطاعت قوة الحرية والتغيير استمالة الشعب السوداني بالخطاب العاطفي ، والشعارات الرنانه وسلطت الضوء على إخفاقات النظام السابق دون ذكر الإيجابيات ، هذا ما جعل الشعب يستميل ناحيتهم ويتبعهم دون تفكير أو تيقن ، فجعلته يحلم بالثراء الفاحش اذا ما استطاعوا هتك نظام الإنقاذ ، والإطاحة به ، وفعلا ما حدث صحيح أذ أن الثورة أطاحت بنظام الإنقاذ في 11 أبريل 2019 ، ولكنها لم تحقق أياً من غاياتها، وبات الشعب السوداني ، يرى فيها تكراراً لتجربتي ثورة أكتوبر 1964 وأبريل 1985 ، اللتين أفرغتا محتوى التغيير الذي كان يطمح إليه الشعب السوداني ، ليبدل حاله من الوضع الآمن إلى الأسوأ أمنا، ومن الاستقرار السياسي والنماء الاقتصادي، إلى المعيشة الضنك وضعف الإدارة وسوء استهلاك الموارد ، وخسارة علاقات اقتصاديه واستراتيجية مع دول ذات نفوذ ، وتقسيم الأراضي السودانية بين الدول الغربيه كما تقسم كيكة عيد الميلاد وكل يأخذ نصيبه ، فبعد أن كان الشعب السوداني مغيب فكريا ويتبع الحرية والتغيير دون وعي أو تفكير بات اليوم يخرج ضدها ومناهضا لقراراتها ومتهما فيها ببيع الثورة والشعب ، ولعل أبرز ما قيل وأبرز ما كتب في المواكب التي خرج فيها الشباب ضد قحت ، وعدتنا الحريه والتغيير بالثراء الفاحش ، فأخذت هي الثراء وتركت لنا الفاحش .