فرغ المتحري من تلاوة أقوال المتهمين الـ (15) في قضية حاوية المخدرات المثيرة للجدل.
يذكر ان السلطات قد اعلنت في منتصف اغسطس عام ٢٠١٨م ضبطها حاوية بالميناء الجاف بود مدني تحتوي على ما يفوق (9) ملايين حبة ترامادول مخدرة، الى جانب ضبطها ما يفوق (50) كرتونة شامبو للشعر منتهية الصلاحية.
ومن جهتها قررت محكمة مكافحة الارهاب بالخرطوم شمال برئاسة القاضي انس عبد القادر فضل المولى، إرسال بعض مستندات الاتهام التي جاءت في يومية التحري باللغة الإنجليزية الى وحدة التعريب والترجمة بجامعة الخرطوم لترجمتها للغة العربية، وذلك بحسب طلب ممثلي دفاع المتهمين الذين تمسكوا بضرورة ترجمة تلك المستندات قبيل مناقشتهم المتحري في القضية.
ومن جهته تلا المتحري للمحكمة اقوال المتهم الخامس مدير شركة استيراد وتصدير بالخرطوم، بعد تأجيلها لحين مثوله امام المحكمة، وذلك لمرضه وتلقيه العلاج المستمر جراء إصابته بفايروس الكبد الوبائي.
وكشف المتحري رائد بشرطة مكافحة المخدرات للمحكمة عن تدوين المتهم الخامس اعترافاً قضائياً على ذمة الدعوى الجنائية وسجله طواعية واختياراً امام قاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال.
وفي ذات الوقت افاد المتحري المحكمة بأن المتهم الخامس بالتحريات يعمل في مجال الاستيراد والتصدير بالخرطوم مع كثير من العملاء، كاشفاً عن اقامته بمنزل بالدوحة ام درمان وامتلاكه منزلاً وقطعة ارض ببورتسودان بولاية البحر الأحمر، بجانب امتلاكه عربة برادو موديل ٢٠٠٧م، لافتاً إلى انه يمتلك ما يفوق ثلاثة حسابات مصرفية بعدة بنوك بالبلاد، وانه كثيراً ما يعمل في مجال حصائل الصادر، منبهاً الى انه عادة يقوم بتأجير سجل شركته التجارية لأشخاص بصدد ارسال بضاعتهم لمختلف للبلاد عن طريق الشحن، ولفت إلى أن تأجير السجل لشركته امر عرفي فقط وليس قانونياً على حد قوله، وافاد المتهم الخامس بالتحريات بانه في عام ٢٠١٨م ورده اتصال هاتفي من شخص يدعى (ابو محمد) من الإمارات، وافاده بأن لديه بضاعة سوف تصل الخرطوم عبر شركته عبارة عن حاوية شامبو للشعر مرساة في ميناء بورتسودان بعد وصولها بحراً عن طريق شركة نقل شهيرة بالبلاد من سنغافورة، منبهاً الى انه استفسر الشخص عمن قام بتسليمه سجل شركته، لاسيما انه لا يعرفه، اضافة الى ان الشخص بالخارح قد أرسل له عبر الواتس مستندات عبارة عن اقرار من شركة اخرى الى شركته لنقل البضاعة من بورتسودان وتخليصها، موضحاً انه تفاجأ بذلك، وعرف ان احد المتهمين يتعامل معه قد أرسل للشخص بالخارج سجل شركته، وابان المتهم الخامس بالتحريات ان الشخص من الإمارات ظل يجري اتصالات هاتفية عليه لتخليص بضاعته، حتى وافق بدوره واخبر احد المتهمين مخلص جمركي بتخليص الحاوية من ميناء بورتسودان، الا انه افاده باستحالة ذلك لان التسويات الجمركية قد توقفت، مشيراً إلى انه بعدها اتصل هاتفياً بمتهم آخر معه وأخبره بأن التسويات الجمركية بميناء ود مدني الجاف قيد العمل، ولفت المتهم الخامس بالتحريات الى ان احد المتهمين قام بشحن الحاوية لميناء ود مدني الجاف وشرع في تخليصها بعد تعديل بوليصة شحنها، ونبه المتهم الخامس الى ان الشخص من الإمارات ارسل له عبر احدى الشركات بدولة مصر العربية مبلغ (1.270) مليون جنيه لتخليص الحاوية، موضحاً انه تسلم المبلغ بالخرطوم، لافتاً إلى ان السلطات بعد ذلك اكتشفت ان الحاوية بداخلها مخدرات (ترامادول)، منبهاً الى ان المتهم الآخر افاده بأن السلطات ضبطت الحاوية وشرعت في التحقيق حول ذلك، وكشف المتهم الخامس بالتحريات أن شرطة مكافحة المخدرات والمباحث حضرت اليه واستفسرته عن صاحب الحاوية، واخبرهم بأن شخصاً يدعى (ابو محمد ) اتصل عليه هاتفياً من الإمارات وابلغه برقمين هاتفيين له كان يتعامل بهما معه، واوضح المتهم الخامس بالتحريات انه ارشد المباحث عن الشخص مستلم الحاوية بالبلاد ويدعى (أبو علي) حسب ما أبلغه الشخص المدعو (ابو محمد) من الإمارات، منوهاً بانه تعاون مع السلطات للايقاع بـ (ابو علي) و(ابو محمد) عن طريق تسليمه شريحة اتصال محددة لتعامله معهما، الا انه علم بفرار المدعو (ابو علي) وعدم العثور عليه، بجانب قفل المدعو (ابو محمد) من الإمارات شريحتي الاتصال الهاتفي اللتين كان يتعامل بهما معه وعدم الوصول اليه مطلقاً بعدها، ليتم إيقافه على ذمة الدعوى الجنائية. ونفى المتهم الخامس علاقته بحاوية المخدرات محل البلاغ مطلقاً او ما بداخلها قبل إجراءات تخليصها.