أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بحدوث قصف روسي قرب الحدود التركية السورية لمواقعَ ومنشآتٍ في مناطق قريبة من بلداتٍ ومخيماتٍ شمال غربي سوريا. وقبل ساعات، نقلت وسائل إعلام تركية محلية، أن أنقرة أبلغت موسكو بضرورة وقف الهجمات على مناطق تواجدها شمال سوريا، معلنة وضع قواتها في حالة تأهب. وعلى هذا الأساس، استدعت أنقرة، الثلاثاء، السفير الروسي لمناقشة الأوضاع جنوب أراضيها.
أول قصف روسي هذا العام:
تعود الأزمة في الشمال السوري إلى الأيام الماضية، وبدأت باتهام تركيا دفاعات النظام السوري بضرب صهاريج نفط في مناطق سيطرتها شمال سوريا، ما أشعل حرائق طالت مساحات واسعة من تلك المنطقة، إلى أن استدعت الروس مطالبة بوقف الهجمات.
فما كان من روسيا إلا أن قصفت طائراتها مساء الأحد الماضي، مناطق قريبة من بلدات كثيفة السكان ومخيمات بشمال غربي سوريا قرب الحدود التركية، وذلك في أول هجوم من نوعه هذا العام، حسب ما أكده شهود ومصادر في المعارضة.
وكشفت المصادر حينها عن أن الطائرات قصفت هدفاً قرب معبر حدودي على مشارف بلدة سرمدا بمحافظة إدلب، في حين أصاب صاروخ أرض أرض قرية قرب الحدود مع تركيا.
بدوره، نقل المرصد أن طائرة حربية روسية نفذت غارات على معمل الغاز ومحيطه ومبنى وكازية في محيط مدينة سرمدا الحدودية مع لواء إسكندرون بريف إدلب.
تبادل اتهامات بشأن الخروقات:
وعند توالي الهجمات، أصدرت وزارة الدفاع التركية بيانا، الأحد الماضي، دعت فيه السلطات الروسية إلى التدخل لوقف ما وصفته هجمات للنظام على إدلب، شمال سوريا، لافتة إلى أنها أعطت تحذيرات لوحداتها العسكرية بالمنطقة.
فردت وزارة الدفاع الروسية حينها، إلى أن الجانب الروسي في اللجنة الروسية التركية المشتركة لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في سوريا رصد 30 خرقا، بينما رصد الجانب التركي 25 خرقا.
قصف صاروخي:
كما أشار إلى أن فرق الإنقاذ عملت على إخماد الحرائق التي اندلعت حينها في منطقة الحمران بجرابلس ومنطقة ترحين بريف الباب، شمال شرقي حلب، على خلفية استهداف بري بصواريخ أرض – أرض مصدرها البوارج الروسية، والثكنات العسكرية التابعة للنظام بحلب، لمواقع حراقات النفط البدائية في كل من ترحين والحمران ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف حلب، والتي أدت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 24 آخرين بجراح وحروق متفاوتة، بالإضافة لأضرار مادية فادحة، تمثلت باحتراق أكثر من 180 شاحنة وصهريجا لنقل النفط.
واعتبرت تلك الاستهدافات الأعنف من نوعها والأوسع نطاقاً، بالنسبة لمناطق سيطرة الميليشيا الموالية لتركيا، حيث ضربت تجمعاً للحراقات المنتشرة في محيط قرية ترحين والتي تمثل الثقل الأكبر بالنسبة لتلك الفصائل هناك.
مخيم الهول شرق سوريا:
وفي شرق بات مخيم الهول (شرق سوريا) تركة ثقيلة، حيث تتوارد الأنباء بشكل شبه يومي عن جريمة قتل تطال لاجئاً عراقياً أو نازحاً سورياً. وفي 17 مارس (آذار) الحالي، قُتل لاجئ عراقي كان يعمل مسؤولاً مدنياً مع المجلس المحلي لتسيير شؤون العراقيين، داخل خيمته في القطاع الأول، بينما عثرت قوى الأمن الداخلي، في 15 مارس (آذار)، على جثتين تعودان للاجئين عراقيين ضمن القطاع الثالث من المخيم. وفي منتصف الشهر نفسه، عُثر على جثث 4 لاجئين عراقيين ونازحة سورية تعرضوا للقتل بأعيرة نارية.
ويقتل في المخيم شخص يومياً منذ بداية الشهر الحالي، حيث وصلت حصيلة الجرائم برصاص مجهولين، خلال مارس (آذار) فقط، إلى 14 شخصاً، بحسب أرقام نشرتها «منظمة الهلال الأحمر» الطبية الكردية، لترتفع حصيلة القتلى منذ بداية العام الحالي إلى 29، بينها ما لا يقل عن 5 من النساء، وحالات نحر بآلة حادة. وقد قتل 8 أشخاص في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، و7 خلال شهر فبراير (شباط) الفائت، فيما قتل العام الماضي 40 لاجئاً عراقياً ونازحاً سورياً.