يستمر تنظيم داعش بشن الهجمات انطلاقا من مواقعه في المنطقة الممتدة من البادية السورية إلى البادية العراقية، مستغلا وعورة تضاريس هذه المنطقة، بالإضافة إلى المساحة الواسعة والتي تسهل من حركته.
في حين تستمر عمليات التمشيط التي تقوم بها القوات الإيرانية المنتشرة في تلك المنطقة وبشكل يومي بحثا عن أماكن انتشار داعش في البادية، حيث كلفها الأخير خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وخصوصا في الأشهر الأخيرة.
وتحدثت مصادر محلية عن سماع أصوات طائرات حربية في سماء ريف مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، تلاها أصوات انفجارات سمعت من جهة البادية السورية.
حيث أعلنت قوات الحشد الشعبي وبمساندة الطيران الحربي العراقي بدء عملية تمشيط للبادية السورية على الجهة المقابلة لبادية الأنبار العراقية وذلك بحثا عن خلايا تنظيم داعش.
وتأتي هذه العملية استمرارا للعملية العسكرية التي أطلقتها قوات الحشد الشعبي في العراق منتصف الشهر الماضي في محاولة منها لتمشيط بادية الأنبار العراقية الملاصقة للبادية السورية.
قوات الحشد الشعبي
حيث بدأت قوات الحشد الشعبي عملية أطلقت عليها اسم (لبيك يا رسول الله) بالتعاون مع الجيش العراقي وبعض القوات المحلية الأخرى والموالية لإيران بحثا عن الأنفاق التي يستخدمها عناصر داعش للإختباء والتنقل بين العراق وسوريا.
واستقدمت القوات العراقية تعزيزات كبيرة إلى البادية السورية شملت آليات عسكرية وكاسحات ألغام، إضافة إلى عدد كبير من العناصر، بينما عمدت القوات الإيرانية المتواجدة في مدينة البوكمال وريفها على رفع جاهزية مقاتليها ونشر عناصرها في محيط نقاط تمركزها، بالإضافة إلى منع المدنيين من الاقتراب من مراكز القوات داخل المدينة.
وتحدث الباحث والمحلل الاستراتيجي محمد حسان، عن العمليات التي أطلقتها الميليشيات الإيرانية والروسية في البادية السورية والتي وصفت بأنها الحملة الأعنف والأقوى ضد وجود داعش.
وقال حسان، إن “العمليات موجودة ولكن لا يوجد نتائج على الأرض رغم استقدام تعزيزات كبيرة للقضاء على التنظيم سواء من القوات التابعة لإيران أو التابعة لروسيا”.
وأضاف أن سبب فشل هذه العمليات هو عدم وجود تنسيق بين الميليشيات المشاركة في العمليات، بالإضافة إلى نقص عدد المقاتلين التابعين لهذه الميليشيات ونقص بالخبرات القتالية مقارنة مع عناصر داعش.
وأشار إلى أن عناصر داعش الموجودين في البادية السورية يمتلكون القدرة على رصد خطوط إمداد الميليشيات ومهاجمتها في أي وقت، وكذلك امتلاك داعش القدرة على التحرك عبر الأنفاق التي أقامها سابقا.