يميل معظم زعماؤنا السياسيون إلى المهاترات السياسية يطبقون المثل الذي يقول أن لم اكون حاكما سوف اهدم المعبد علي رؤوس الجميع هذا حال ساستنا تعلوا المصلحة الشخصية علي مصلحة الوطن والعكس تماما عن السياسيين في باقي العالم الذين يدرسون المشاكل لتفاديها بأقل السبل وإثارة للشقاق أما الزعماء عندنا فيتسلون بالمشاكل والغوص فيها وبإدامة الأزمات واطالتها لا بل أدمنوا عليهاالسياسي عندنا عموما يتسلى بالغوص في المشاكل بل بات إنتاج المشاكل بالجملة أو بالتتابع لديه فولكلورا العنف وتدمير الشوارع بات نوعا من الإدمان كوكايين الحياة أو هيرويين العيش يمكن وصف المهاترات السياسية باعتبارها أنموذجا لشعبوية خطاب الطبقة السياسية فهذه الطبقة تسوق نفسها على أنها وهي دون غيرها من بقية الجماهير تملك الحنكة والخبرة والدراية في معرفة دهاليز السياسة وما يخطط له الأعداء من مؤامرات مع الأسف بعض السياسيين ادمنوا الفشل في كل مناحي الحياة ولذلك تجدهم يقاتلون ليلا ونهارا من أجل أن يحكموا بدون تفويض من الشعب وكلما ذكرت الانتخابات يفرونا منها كمايفر الأرنب من الصياد والسليم من الأجرب ومعظم خطاباتهم السياسية تنم عن تصفية حسابات ويتم تسويق ذلك في خطاب سياسي مشحون بالعبارات التي تقلل من شأن الآخرين مثل الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات ياهذا العسكري منهم والدك اخوك عمك خالك هؤلاء العسكريين من رحم السودان أبناء وطن واحد أفضل لنا أن نجلس مع بعض ونخرج البلاد والعباد من هذه الضايقة المعيشية الصعبة سوف نسأل أمام الله لوعثرت بغلة في السودان سوف تسألون عنها ياسياسي السودان أمام الله لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق أو تساوو لها الطريق علينا أن نتحد وفي الإتحاد قوة نراعي لمصلحة الوطن ويكون همنا الوطن فإن الجيش الذي توالون له العداء هو صمام امان البلد ولولا الجيش لكانت الحرب الأهلية مشتعله لكن إرادة الله هي أقوي واقوم
لا تبنى ولا تعمر الأوطان بالتناحر
أن كنا حريصين علي مصلحة السودان فالنجتهد والنسرع لقيام انتخابات فاليحكم من ينتخب من قبل الشعب والنتحد لنهضة البلاد فقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس كى يصنعوا مجتمعا يعمل وينتج هذا المجتمع أساسه المعاملات بين الجميع ولذا وجدت المصالح التى تربط الناس ببعضهم علينا أن لَا نبخس الناس أَشْيَاءَهُمْ وان لَانعْثَ فِى الْأَرْضِ مُفْسِدِين اذا أصلح احدنا فالنقول له مصلح وإذا أفسد فالنقومه نتحمل بعضنا وناخذ بيد بعضنا بعيدا عن الحزبية الضيقة هذه فترة إنتقالية لاتتحمل كل هذا التسويف والجيش حريص لتسليم السلطة لمن ينتخب من الشعب في كل بقاع العالم مافي سياسي يحكم بدون تفويض من الشعب لذلك علينا أن نحرص ونجهز أنفسنا للانتخابات علينا أن ننبذ هذه الشعارات الغير مجدية والتي تفرق ولاتجمع مثل (لامساومة _ لاشراكة _لاتفاوض ) فالنتحد ونكون لحمه واحده من أجل الوطن والسودان يسع الجميع ولدية كفاءات ومقومات وموارد كثيره العالم بصفة عامة والدول من حولنا يضحكوا عليناعلينا أن نميز بين الحلفاء والأعداء إذ نعيش أجواء حربا باردة حتى بين القوى السياسية التي تدعي أنها تمثل مكوّنا أو طائفة ولا يكاد يخلو حديثهم عن المتآمرين الذين أفشلوا مشاريعهم السياسية التي كان هدفها بناء دولة وعن المنجزات والعمل بظروف صعبة وتحديات أمنية وسياسية لم تواجهها أي دولة أخرى في العالم مايحدث من الأحزاب السياسية السودانية مع الأسف لاينم عن وطنية وهي هرجله سياسية وتمثّل المهاترات السياسية أنموذجا لخطاب سياسي مأزوم بالشخصنة وتعبر عن محاولة اختزال الوطن والدولة بمزاجهم الشخصي ولذلك تكون أغلب مواضيع المهاترات السياسية محاولة استغفال الجمهور من خلال تشتيت أنظار الرأي العام بسجالات سياسية استعراضية عن القضايا الرئيسة والمصيرية التي تتعلق بحياة المواطن وهنا يتبادل الزعماء الأدوار وحاشيتهم من الأتباع والانتهازيين في الترويج لمثل تلك المهاترات ويتحول الخطاب السياسي إلى نوع من المهاترات عندما يفتقد إلى المرجعية أو المبادئ السياسية والقانونية التي يُحتَكَم إليها في حلحلة الخلافات والنزاعات حيث تظل المهاترات وسيلة لتضليل الجماهير والتعمية على الحقائق وتسويق الخلافات السياسية على أنها تعبر عن قضايا مصيرية لحقوق المكونات السياسية ويتحول زعماء الأحزاب السياسية وتابعيهم إلى ضيوف دائمين في البرامج التلفزيونية الحوارية في الفضائيات ويعبرون فيها عن قناعات زعمائهم فهذا النموذج من المهاترات السياسية لا يوجد إلا في بلد مثل السودان اذا أننا سلة غذاء العالم مع الأسف نفقر انفسنا بالسياسة الرعناء علينا أن نتكاتف وتكون لدينا إدارة قوية وارادة اذا وجدت الإدارة والارادة نهض السودان وإذا لم توجد الإدارة والارادة دمرنا السودان وتكالبت علينا الأمم كما تتكالب الاكله علي قصعتها ليس من قله حينئذ بل كثير ولاكننا لانصلح لبعضنا البعض ولانتحمل بعضنا البعض أصبحت المهاترات السياسية واحدة من أهم معوقات وجود زعامة سياسية تؤهلها إلى أن تكون كاريزما وطنية ولذلك لم تترك المهاترات رمزية وطنية إلا وحولتها إلى مصدر للجدل وحتى السقوط السياسي لأنها لا تؤدي إلا وظيفة واحدة فقط وهي تفرقة المجتمع وتمزيقه أو الإبقاء عليه ممزقا إن أغلب الخطابات الصادرة من السياسيين يمكن وصفها بأنها عبارة عن توهم بوجود معركة بين الحق والباطل يقودها زعماء الأحزاب وإن القدر قد اختارهم ليقودوا هذه المعارك التي تعبر عن شعارات وأيديولوجيات لا علاقة لها بمعاناة المواطن ومتطلباته معيشته لذلك تجدهم يرفعون شعار المقاومة ياهذالا تبنى ولا تعمر الأوطان بالتناحر والتباغض فلا يمكن التعويل على هذه الأحزاب السياسية أن تسلم قيادة البلد وهم لايملكون خطط ومشروعا حقيقيا لبناء الدولة لأنهم يدركون تماما أن وجود الدولة لا يمكن أن يجمع المتناقضات بين مصالح مافيات حزبية وبين تحكيم القانون في إدارة أمور المجتمع علينا أن نتوحد جميعا فالوحدة هي محور قوانين الحياة كلها لأنها نبعت من مصدر واحد هو الله الواحد أدركه الأذكياء فأصبحوا بوحدتهم أقوياء وأصبحوا باتحادهم أغنياء ولم تدركه عقول الأغبياء فأضحوا بسبب تفككهم أو تفرقهم ضعفاء وفقراء إذ لا قدرة على البناء دون قوة ولا قدرة على البقاء دون مقاومة فلا قوة بلا وحدة ولا مقاومة دون اتحاد والاتحاد قوة ونختم هذا المقال بالأبيات الطريفة التي سوف اوردها وتصبح مثلاً مأثوراً وقولاً سائراً مشهوراً بين الناس نقول عـجــوز تـمـنـّتْ أن تـكــونَ فـتـيــة وقد يبس الجنبان واحدودبَ الظهرُ
تـروحُ إلـى العطّـار تبـغـي شبابـَهـا وهل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسـد الدهـرُ بَنَـيْـتُ بـهـا قـبــل الـمـحـاق بلـيـلـة فـكـان محـاقـاً كـلــه ذلـــك الـشّـهـر
ومــا غـرَّنـي إلاّ الخـضـاب بكـفـّهـا وحمـرةُ خدّيـهـا وأثوابـهـا الصّـفـر نسأل الله جل وعلا أن يلطف على البلاد والعباد
عقيد حقوقي د.جادالله فضل