أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم تنظيم “داعش” الإرهابي كأداة لعرقلة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، وتدعم ميليشيات انفصالية، في انتهاك صارخ للقرارات الدولية.
فيما حذّر السفير الإيراني في بلجيكا والاتحاد الأوروبي غلام حسين دهقاني من إعادة إحياء الغرب للتنظيم التكفيري من جديد وعودة سائر الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي استهدفت سورية.
وقال لافروف خلال منتدى فالداي الدولي للحوار في موسكو اليوم: إن الولايات المتحدة تواصل نهب النفط السوري والموارد الأخرى، وتعمل على زعزعة الاستقرار في سورية، وجدد التأكيد على ضرورة حل الأزمة في سورية سياسياً استناداً للقرار الأممي 2254 قائلاً: “علينا أن نتيح فرصة للسوريين للتوصل إلى اتفاق حول تقرير مصيرهم بأنفسهم”، وأشار إلى أن بعض الدول تحاول ربط مسألة الانتخابات الرئاسية القادمة في سورية بالتغييرات التي يمكن أن تطرأ على العملية السياسية، بما فيها عمل لجنة مناقشة الدستور، موضحاً أنه لا يمكن ربط عمل اللجنة بهذه الانتخابات لأن عمل هذه اللجنة لم يكن وارداً في القرار 2254.
ويؤكد القرار الأممي 2254 أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلدهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية.
وكشف لافروف أن هناك اتفاقاً على أن تتضمّن الجولة المقبلة لاجتماعات اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور السورية عنصراً جديداً يميّزها عن كافة الجولات السابقة، وأشار إلى أن موسكو تعمل عبر اتصالاتها مع المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن والوفد الوطني والوفود الأخرى على دفع الأطراف للتقارب، وأضاف: “الاجتماع المقبل للجنة كان مقرراً قبل حلول شهر رمضان، ولا نزال نأمل في إمكانية إجرائه في موعده، ويتوقّع أن يكون جديداً نوعياً”.
وكان بيدرس قد أكد الثلاثاء أنه يعمل على إجراء اتصالات من أجل تنظيم جولة سادسة من اجتماعات اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور.
واختتمت لجنة مناقشة الدستور اجتماعات الجولة الخامسة في مقر الأمم المتحدة في جنيف أواخر كانون الثاني الماضي، دون إحراز تقدّم، رغم المناقشات المطوّلة والمداخلات الممتازة كما وصفها بيدرسون، والذي أوضح أنه يعتزم إجراء مروحة من اللقاءات تحضيراً للجولة القادمة دون أن يحدد موعدها.
من جانبه، جدد السفير الإيراني في بلجيكا والاتحاد الأوروبي غلام حسين دهقاني التأكيد على ضرورة إنهاء الأزمة في سورية وفق أسس تحترم سيادتها ووحدة أراضيها، وأشار إلى أن الأزمة في سورية مستمرة في عامها العاشر ما يحمل المجتمع الدولي مسؤولية كبرى للتحرك ومساعدة السوريين على حلها، محذراً من إعادة إحياء الغرب لتنظيم “داعش” الإرهابي من جديد وعودة سائر الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي استهدفت سورية.
وأكد دهقاني أن فرض إجراءات الحظر الأحادية يتناقض مع القوانين الدولية ومن شأنه أن يزيد معاناة الشعب السوري في هذه الظروف، وأضاف: إن من واجب سائر الدول بعيداً عن مصالحها الانتهازية أن توفر الإمكانيات للشعب السوري ليقرر مستقبل بلاده بعيداً عن أي تدخل خارجي.
وأضاف دهقاني: إن العودة الآمنة للاجئين السوريين مع الحفاظ على كرامتهم الإنسانية ودون استخدامهم كأداة لتحقيق مصالح سياسية تحظى بأهمية فائقة، لافتاً إلى أهمية المساهمة في إعادة إعمار سورية ودعمها، وأوضح أن سورية تتصدى الآن لكارثتي الحرب وانتشار فيروس كورونا وهذه الظروف تضاعف أهمية إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
إلى ذلك، أكد الكاتب التشيكي فاتسلاف أوملاوف أن الغرب دعم ومول وسلح الإرهابيين في سورية وتلطخت يداه بدماء السوريين، ولكن رغم ذلك باءت مخططاته لاستهدافها بالفشل، وقال في مقال نشره اليوم في موقع ايه ريبوبليكا الالكتروني: إن الولايات المتحدة تستمر رغم فشل مخططاتها بتسليح وتمويل الإرهابيين مع حلفائها الغربيين وتركيا والسعودية وقطر، وفي نفس الوقت تواصل سرقة النفط السوري وخرق السيادة السورية، الأمر الذي يتوجب عليه محاكمتها أمام محكمة الجزاء الدولية لمساءلتها عن الجرائم التي ارتكبتها في سورية، وشدد على عدم شرعية الاحتلال الأميركي للأراضي السورية ولا سيما أن مسؤولين أميركيين أقروا بأن الهدف من استمرار وجود قواتهم في سورية ليس محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي وإنما الضغط على الدولة السورية.