أنّ الإصرار على توقيع الاتّفاق الإطاري ، من قبل الإدارة الأمريكية والبريطانية ، وبعض الدول الأوروبية ، يزيد تساؤل الكثير من الناس لماذا كل هذا الإصرار من قبلهم ، وهنا في موقع المراسل سنجيب على هذه التساؤلات بطريقة مبسطة ،فإذا رجعنا خطوات إلى الوراء نجد زيارة وزير خارجية فرنسا عقب تولي حمدوك رئيس وزراء السودان ، وصرح بدعم السودان بمبلغ 60 مليون يورو ، وكذلك صرح بأنه سيعمل من أجل إزالة السودان من قائمة الإرهاب ، وكذلك زيارة وزير خارجية ألمانيا وصرح بمثل هذا عن قائمة الإرهاب ، وتسارعت الأيادي الأوروبية لدعم السودان ، وتقديم العون له ، واين كل هذا في ما قبل حمدوك ، فنجد في وقت ما بأن حمدوك كان من الداعم الأول للسياسات الغربية ، وللعلمانية وظل مساندا لها وصديقا مقربا لها للغرب ، فكان جزاءه إن قاموا بالتسويق له وتجميله في عيون الشعب الثائر ، ليصبح بطلا منقذا للوضع الراهن ، فهذا ما كان وعاد السودان إلى اسوأ ما يحتمل ولم تجد الحكومة الأمريكية أو البريطانية أو الدول الغربيه مأكلا ثمينا لها ، عندما عرف الشعب بالاعيبهم ، فتم التدبير لانقلاب 25 أكتوبر وانسحاب حمدوك من دون أي ضجة إعلامية ، فقد عادت نفس الدول الان لتدعم التسوية السياسية في الشئون الداخلية للسودان ، بالرغم من معارضة كثير من الأطراف ذات الصيت العالي ، وبذلك تكون قد حققت إحدى مطالبها اذا تمت هذه الإتفاقية وحدثت التسوية ، فهي إبعاد الجيش والعسكر من الحكومة وأتاحت الفرص لهم للتبرك على السجاد الذهبي في السودان ، ونهب ثروات الشرق والشمال والغرب ، وإشعال الفتن في المناطق التي يكثر فيها الذهب واليورانيوم ليتم بذلك بناء معسكرات أو مخيمات وإبعاد السكان من المنطقه ليحق لهم العبث فيها وسرقتها بعيدا من أعين الرائين ، نقول لكم أن الأمور ستزيد قتامةً اذا تمت المرحلة الثانية من الاتفاق ، وسيزيد من أزمة العملية السياسية الراهنة، وسيعقّد المشهد ويربكه بصورة كبيرة ، والخاصر الوحيد هو الشعب المكلوم على أمره.