من الواضح اننا علي مشارف تغيير شامل ومحكم ومكتمل الحلقات هو ليس من صنع شخص او شخصان ولكنه عملية استخباراتية معقدة الهدف منها التخلص من هيمنة المجموعة القابضة علي زمام السلطة الان وذلك لعدم قدرتها علي تسيير امور البلاد واندفاعها للتشفي والانتقام وتورطها في الكثير من التجاوزات والتي سوف تجعلها تحت طائلة القانون.
رئيس الوزراء الانتقالي في حيرة من أمره الان فهو بين سندان اجندة معلومة وضرورات واقع ملحة فان استجاب لهؤلاء أغضب اولئك لذلك ياتي خطابه حمال اوجه ومتردد وخجول ولكونه ليس رجل دولة الرجل المناسب للمرحلة وليس من حوله احد. فقد تجده مضطربا في خطابه ولايعرف احد الي اين يتجه. وسيخضع اخيرا للارادة التي تريد التغيير وغياب كل الوجوه الموجودة في المشهد. شاء حمدوك ذلك او ابي .فان فعل مايطلب منه فستتوفر له الحماية اللازمة ثم الخروج الامن. وان تعنت وأبي فسيحدث التغيير رغما عنه وسيكون هو اول الخاسرين علي المستوي الشخصي وعلي المستوي الأسرى!!!! فهناك الكثير من الملفات الجاهزة بالادلة الدامغة والشواهد القوية.
حمدوك الان محاصر من جميع الجهات فاما ان يستسلم ويقرر حل الحكومةوالا فانه سيواجه بسيل من الاجراءات التي تستدعيها الضرورة القصوي وفق مصلحة الامن القومي للبلاد. وستكون تلك الاجراءات مدعومة بسند شعبي هائل وسيخذله الغرب كما خذل الذين من قبله فقد اتخذت الكثير من الترتيبات فيما يتعلق بالعامل الخارجي الدولي منه والاقليمي.
والرجل الذي لايفهم في السياسة كثيرا قد يحاول ان يلوذ بالفرار كما فعل زميل له من قبل في افغانستان او كما حاول نفسه ذلك من قبل. ولكن يبدو ان ذلك ليس ممكنا الا ان تكون لديه طاقية الاخفاء فهو تحت أعين وبصر الجميع ومراقبة الاجهزة.
ليس مطلوبا من حمدوك ان يستقيل ولكن المطلوب منه ان يقيل حكومته ويخرج من حاضنته السياسية. لتاتي حاضنة سياسية جديدة تضم كل القوي السياسية في المسرح السياسي دون عزل او إقصاء او استثناء لاحد بما في ذلك المؤتمر الوطني.
رئيس وزراء الفترة الانتقالية الان مرتبك ولايدري ماذا يفعل فالاستقالة مرفوضة والاستمرار مطلوب وبشروط وبامد محدد. ولن يرجع الوضع الي ما كان عليه قبلا مهما كانت الظروف والاحوال .ولن تخلصه مسيرات تأتي من هنا وهناك ووعود قد تأتي متاخرة .فان الامر قد أبرم فليس أمامه سوي أن يخضع ويستسلم ولن يغنيه عن ماهم بصدده صبية المنظمات والبعثيين والسنابل وستاتيه الطعنات من كل الجهات وحتي من اقرب المقربين اليه .
عمار محمد آدم