لقد اعترف فولكر بصعوبة مهمته في السودان. وقد ذكر موقع سودان برس ذلك صراحة: (بعد مقاطعة أحزاب رئيسية لدعوته تلك. فإن مصيرا غامضا للحوار السوداني. هذا الأمر أدى لتأجيل انطلاق الملتقى التحضيري للآلية الثلاثية). ولكن السؤال المحوري الذي يطرح نفسه بقوة. لماذا تعثر الفولكر في مهمته. وإجابة عن ذلك نرى:
أولا: سمعة وسيرة الرجل السيئة جعلته مكان ريبة من الشارع السوداني. وقد تيقن الجميع بأن الرجل وإن تعلق بأستار الكعبة المشرفة. هدفه الإغارة كما هو واضح. وليس الإعانة كما يدعي.
ثانيا: عنجهية الرجل في التعامل. وتهديده الصريح والمبطن للشعب بكل صلف وغرور. ساهم في تكوين رأي عام ضده.
ثالثا: اعتماد الرجل على اليسار المعزول دينيا واجتماعيا لتنفيذ مخططه الآثم. أسهم ذلك الاعتماد في توسيع الشقة بينه والقوى السياسية الأخرى الفاعلة.
رابعا: ظهور ود لبات في المشهد السوداني مرة أخرى معه. ساهم في تعكير المزاج العام. الذي دفع من قبل فاتورة عبث وثيقته الدستورية.
خامسا: عودة التيار الإسلامي العريض مبكرا للساحة السياسية والمجتمعية بعد فشل اليسار في الحكم. ساعد في زيادة جرعة الوعي الوطني.
سادسا: حنين الشارع للأيام الخوالي (رغد العيش) بعد أن جف الزرع والضرع في سنين قحت.
سابعا: استماتة الشعب في الدفاع عن دينه وقيمه من عبث عبيده اليساريين. الذين استثاروا حفيظة الشارع بكل ما هو غريب عليه من تعري ومخدرات ودعوات لتفكيك الأسر… إلخ.
عليه نناشد الشعب بكل صراحة بأننا قد كسبنا الشوط الأول مع ذلك المستعمر. ولكن مازالت المباراة مستمرة. وربما تمتد لأشواط وأشواط إضافية. ونحن الآن مقبلون على أشواط المدربين. ونجزم بأن الرجل سوف يدفع بكل المهاجمين فاقدي سند القيم والوطنية في تلك الأشواط (ليس هناك خطوط حمراء عنده بعد اليوم.. وسوف يرفع شعار “صنعاء وإن طال السفر”). عليه الحذر ثم الحذر من محاولاته في تغبيش الرؤية السياسية ليحرز هدفه المؤهل لدوري دمار وتفكيك الدولة السودانية. ورسالتنا للشعب عامة والقوى السياسية الوطنية. الوقوف مع صمام أمان الدولة (الجيش) لأنه الصخرة التي تتكسر عندها سهام الفولكريين. وثقوا بأن النصر صبر ساعة. وهنيئا للصابرين بالوعد الرباني (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
عيساوي