تعودنا أن نشاهد في الأفلام الأميركية كيف ينشغل الأطباء والممرضين بشكل درامي بالمرضى، في محاولة لإنقاذ حياتهم، وسط تحديات يضعها كاتب السيناريو تزيد من الإثارة، لكن يبدو أن هذه المشاهد أصبحت لا تقارن بالواقع الذي يعيشه مقدمو الرعاية الصحية على أرض الواقع، في ظل تفشي وباء كورونا في الولايات المتحدة.
ووجد الأطباء والممرضات في الولايات المتحدة أنفسهم في مواجهة ضغوط متزايدة الجمعة، بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بشكل كبير، مما اضطرهم لترشيد خدمات الرعاية الصحية في مواجهة العدد الهائل من المرضى.
وشهدت الولايات المتحدة مؤشرين مفزعين الخميس، إذ تجاوز عدد الوفيات الألف، ليصل بنهاية اليوم إلى 1261، وتجاوز إجمالي عددالإصابات 85 ألفا، لتتخطى بذلك الولايات المتحدة عدد الإصابات في الصين وإيطاليا، وتصبح صاحبة أعلى عدد من الحالات المؤكدة حول العالم.
أخصائي الأمراض المعدية
وقال إريك نيبارت، أخصائي الأمراض المعدية، والأستاذ المساعد في مستشفى ماونت سيناي: “هذا يتخطى قصص الأفلام. لا يمكن أن يتخيل أحد ذلك أو أن يكون مستعدا تماما لهذا. عليك بذل قصارى جهدك في ظل هذه الظروف وبالإمكانات المتاحة. معدل انتشار المرض لا يصدق.
“.
وأدى ارتفاع عدد المرضى المصابين بفيروس كورونا إلى ضغط لم يسبق له مثيل على المستشفيات التي لا تحتوي على ما يكفي من أجهزة التنفس الصناعي التي يحتاجها المصابون بالفيروس.
وقال حاكم ولاية نيويورك آندرو كومو، إن أي سيناريو واقعي لتفشي المرض، يتجاوز قدرة نظام الرعاية الصحية على الاستيعاب
كفاح
وتكافح نيويورك، التي أصبحت بؤرة تفشي المرض في الولايات المتحدة، بتسجيل أكثر من 37 ألف إصابة و385 حالة وفاة، لإيجاد المزيد من الأسرة للمرضى.
وتنظر السلطات في إمكانية تحويل غرف الفنادق والمساحات الإدارية وأماكن أخرى إلى مراكز رعاية صحية بجانب تجهيز مركز مؤتمرات كمستشفى مؤقت.
.
وقالت ماريا لوبيفارو، وهي ممرضة تعالج قدامى المحاربين المصابين بكورونا في نيويورك، إنهم عادة يغيرون الأقنعة بعد كل تعامل مع المريض. لكنهم الآن يحصلون على قناع طبي واحد لاستخدامه طوال فترة العمل الممتدة لمدة 12 ساعة.
. ومع تفشي الفيروس في الولايات المتحدة، يبدو أن المسلسلات الدرامية الطبية الشهيرة، باتت تمثل واقعا يعيشه العاملون في المستشفيات يوميا، في الولايات المتحدة، ودول أخرى كثيرة حول العالم