ما وراء الأكمة لأجندة الدكتور حمدوك التي تمثل أجندة الإتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة في تشكيل السودان، (سياسيا واجتماعيا ودينيا) واقتصاديا. (١)

بقلم : الرفيع بشير الشفيع
٢١ نوفمبر ٢٠٢١


سنحاول في هذه السلسلة من المقالات أن نسبر أغوار، ونكشف بصورة واضحة جدا ما وراء الأكمة لأجندة الدكتور حمدوك التي تمثل في الأساس أجندة الاتحاد الأفريقي، والمتشابكة مع أجندة الأمم المتحدة لتنفيذ خطتها لأفريقيا للعام ٢٠٦٣ والتي بدأت وبصورة جادة في العام ٢٠١٣ م.

ثم لنبيّن الإيجابي والسلبي من خلال هذه المقالات ، لفائدة السودان وسلبيات تلك الأجندة ، مع مرورنا على المنظمات اللاعبة الأساسية في تأسيس وتنفيذ تلك الأجندة ، ولماذا اختير السيد الدكتور عبدالله حمدوك له ، واسباب تمسك الاتحاد الافريقي بالرجل، واسباب تدخل الاتحاد الافريقي والترويكا لتنفيذ تلك الأجندة (الخطط والبرامج) وما تم فيها الى الان وما ينتظر.

ثم سنركز على الأخطاء ( العملية والمنهجية والتطبيقية والايديولوجية): التي ارتبكها الاتحاد الافريقي والسيد حمدوك بما أثر في فاعلية تنفيذ تلك الأجندة في السودان لتشكيله وصياغته كبلد افريقي ، تاريخا واثنية ودينا ودورا سياسيا بعيدا عن الشق الثاني ، العربي في خلاسيته.

ولأن الامور مترابطة تماما فإنني سأشير لمقالي الأول الذي كتبته تحت عنوان ( عن حمدوك رئيسا للوزراء (١))، ذلك المقال المكتوب في ٢٢ يوليو ٢٠١٩ قبيل مقدم السيد حمدوك وتوليه مقاليد رئاسة الوزراء.

ثم لنكتب عن أسباب اخفاقات السيد حمدوك واسباب فشل الحكومتين اللتين كونهما، ومؤثرات (التصحيح ) التي قام بها الجيش مع اربع وعشرون حزبا من الاحزاب التي كونت حكومتي حمدوك الاولى والثانية.

ثم لنكتب عن نصيحة لمن سيتولى مقاليد رئاسة الوزراء في السودان في ظل التشابكات في الأدوار والأجندة العالمية مع الافريقية ، والداخلية في السودان ، وسأكون شفاف جدا في طرح القضايا من خلال تلك النصائح بإعتبار أن الأمر هو مسؤولية امام الله وأمام الوطن وامام من يتولى مقالد أمر السودان، أي كان نوعه. إن شاء الله.

بذا ستكون الكتابة والفهم في هذا الأمر المتشابك من إرادة ورؤية عالمية وإقليمية للسودان معقدة جدا كما قال الدكتور حمدوك نفسه في لقاءه في صحيفة سودان فيشن السودانية والذي أجراه معه الصحفي ( أليول بهري كيداني)، في ٩ يناير ٢٠١٧. هذا اللقاء سنعتمد عليه كثيرا في إبراز الخطوط العريضة لأجندة الدكتور عبدالله حمدوك وإشاراته الاولية الغير مباشرة قبل سنتين من الثورة ، الى أنه إذا حكم السودان فإنه سيطبق الأجندة الافريقية التي يتولاها الاتحاد الافريقي والمتصلة عبر النيباد مع الأجندة الأفريقية ٢٠٦٣ ( Africa-Agenda 2063) والتي قدمت لأفريقيا وتبناها الاتحاد الافريقي، على أنها برامج تنمية مستدامة بدأت اهداف الأجندة المئوية (MDGS) فيها العام ٢٠٠١ وانتهت ٢٠١٥ ، وقد شارك السودان فيها ايام الانقاذ وقبل حمدوك مشاركة فاعلة، ثم بدأت أهداف التنمية المستدامة ( SDG ) في العام ٢٠١٦ إلى ٢٠٣٠ وهذه مع الأجندة الافريقية المرسومة من الأمم المتحدة بما يسمى ألاجندة الافريقية – ٢٠٦٣ AFRICA- AGENDA 2063 ) هي التي يتبناها السيد حمدوك منذ تخليق الأمم المتحدة لوظيفته في ( منظمة الامم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا EAC)، وهي أقدم مؤسسة أممية في افريقيا ، وقد تولى السيد حمدوك سكرتيرها التنفيذي الى حين زيارته السودان في ٢٠١٧ ، وبسبب هذه الوظيفة في المؤسسة النافذة أفريقيا والتي تؤثر في مساعدات الأمم المتحدة في الدول الإفريقية والمسؤولة مراقب لأداء تلك الدول وتطبيقها للمعايير الأممية في الحوكمة والإدارة الاقتصادية ومعايير الشفافية والنزاهة، وتطبيق أجندة الأمم المتحدة في التنمية وانهاء الحروب وارساء السلام ، والسيد حمدوك كان مسؤولا عن التقارير السنوية التي ترفع لمنظمة الامم المتحدة عن اداء الدول الإفريقية في التطبيق لأجندتها. وهذا هو السبب الذي جعل الانقاذ تطمع في أن يكون السيد حمدوك وزيرا لماليتها، وهذه هي الخطوط العريضة التي جعلت الامم المتحدة توافق على اختيار حمدوك رئيسا للأمم المتحدة ، وما يجعل الاتحاد الافريقي يستميت في الأبقاء على السيد حمدوك رئيسا للوزراء مهما كانت التحولات السياسية في السودان، لدرجة أن يضغط الاتحاد الافريقي على المكون العسكري في تدخل سافر في سيادة الدولة، ويصر على دمغ المكون العسكري السيادي السودان بأن ما قام به هو (انقلاب)، ويصر ايضا على ارجاع حمدوك واستعادة النظام الذي أسماه( دستوري)، وتحول ديمقراطي، بما يتماشى مع ( اتفاقية جوبا)، كما تحذر أمريكا والترويكا من أن الدعم الاقتصادي مشروط بأستعادة ما أسموه جورا وبهتانا( بالتحول الديمقراطي) على الرغم من الفشل والاخفاقات العظيمة التي قام بها حمدوك وحكومتاه منذ ٢٠١٩ والى ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ ، بسبب الأبقاء على السيد حمدوك رئيسا للوزراء كحاضنة ومؤسسة كاملة تتمثل في رجل واحد ، منوط بها تطبيق أجندة ٢٠٦٣ بما فيها من متتاقضات مع دين واخلاق وثقافة السودان وبما فيها من خطورة لإعادة صياغة دوره العربي الافريقي واثنيته الخلاسية، وتحويله إلى بلد افريقي كامل الدسم( أفرقة السودان ) عبر شعارات تحريره من عروبته واسلامه على السواء، وتلك الشعارات مرفوعة منذ اوائل الثمانينيات وجاءت على إثرها اجندة الامم المتحدة الافريقية والأجندة الافريقية المبنية على نظريات البانافريكانيزم PAN-AFRICANISM والنهضة الأفريقية AFRICAN Renaissance .

فهل سيعود حمدوك وهل سيتخذ نفس الخطى ونفس الاساليب في حكومتيه السابقتين لتطبيق أجندته، وهل سعيبر كما قال وينجح في أخداع السودان، الوطن الاستثنائي في شعبه ودينه وثقافته، والمحتاج أيضا للفصول الايجابية في تلك الأجندة من تنمية blood development ) في حال السودان بأسباب الصراع الثقافي والفكري والايديولوجي؟ أم هل سيستبدل ويقابل السودان بصدر عاري وصابر ضغوط( زردية ) حمدوك نفسه والاتحاد الافريقي ومن خلفهما الأمم المتحدة؟.

كل هذه أسئلة سنطرحها في مقالاتنا القادمة وسنقدم خطوط عريضة لأطروحة تمثل مشتركات وطنية، وأفريقية وأمريكية أوروبية وعربية، وإقليمية، بعد أن ننتزع من تلك الأجندة الأشواك القاتلة ، لتصلح لتطبيقها في السودان، بقدر ما نستطيع، إن شاء الله.

سنواصل في الايام القادمات كتابة مقالات تفصيلية تتناول تلك الأجندة وتحللها وتساهم في تهذيبها ومطابقتها لحالة السودان، الثقافية والتنموية والدينية والاجتماعية بما يساعد واضعي تلك الأجندة لإيجاد صيغة تلائم السودان وما يساعدها ويساعد السودان في إيجاد مشتركات وبيئة مناسبة للعلاقة بين كل المعنيين في الداخل والخارج بما فيهم السيد حمدوك نفسه والمكون العسكري والأحزاب، وإيجاد رؤية واضحة تساعد في إزالة الاحتقان السياسي والأمني والاقتصادي، إن شاء الله.

الرفيع بشير الشفيع
المعارضة الإيجابية
٢١ نوفمبر ٢٠٢١


ليس شرطا أن تكون المعارضة الإيجابية، معارضة سياسية تتبنى الصراع الظاهري القشوري كما نراه في السودان بين أيديولوجيا وفكر او بين رؤى ورؤى اخرى متخالفة، انما تتبنى تقديم حلول في شكل مشتركات ربما تصلح لتكون حلا للجميع او تساهم بصورة إيجابية في إيجاد حل لكسب مشترك win – win common grounds attainment

والله من وراء القصد