أفريقيا سوق مفتوحة أمام الصين
مومباسا (كينيا) – عيّنت الصين مبعوثا خاصا إلى منطقة القرن الأفريقي في مسعى لدعم الجهود المبذولة في التغلب على التحديات الأمنية في المنطقة وبالتزامن مع استقالة المبعوث الأميركي، ما يكشف تنافسا بين البلدين لتعزيز التموقع أفريقيا.
وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي الخميس أن بلاده ستعين مبعوثا خاصا لها في القرن الأفريقي لدعم الجهود المبذولة للتغلب على التحديات الأمنية في المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته اقتراحه على بلدان المنطقة عقد محادثات سلام.
وأدلى وانغ بتلك التصريحات خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكيني في مومباسا، حيث تنشط كينيا في الجهود الدبلوماسية لوقف القتال في إثيوبيا بين قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي والقوات الحكومية، والذي بدأ في نوفمبر 2020.
وقال وانغ “لمناقشة هذا الأمر ولمشاركة التوافق السياسي وتنسيق التحركات، ستعين الصين مبعوثا خاصا من وزارة الشؤون الخارجية الصينية إلى القرن الأفريقي”.
ويأتي إعلان وانغ مع تأهب المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان لترك منصبه هذا الشهر بعدما استمر في إشغاله أكثر من تسعة أشهر بسبب الأزمة في إثيوبيا والانقلاب في السودان.
وقال فيلتمان (62 عاما) إن “الإحساس بالمسؤولية هو الذي أخرجه من وضع يشبه التقاعد” بعد أكثر من خمسة وعشرين عاما من العمل الدبلوماسي الأميركي في الأمم المتحدة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويرى مراقبون أن أفريقيا ستكون ساحة جديدة للتنافس بين الولايات المتحدة والصين.
المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان ترك منصبه بعدما استمر في إشغاله أكثر من تسعة أشهر
وفي أول خطاب للرئيس الأميركي جو بايدن بشأن السياسة الخارجية، أوضح أن إدارته تعتبر الصين أهم تحدّ للأمن القومي، ومع ذلك فقد أشار بايدن في الخطاب نفسه إلى أنه على الرغم من زيادة التوترات الجيوسياسية والمنافسة بين البلدين، إلا أنهما سيتعاونان عندما يكون ذلك في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة.
وقال “نحن على استعداد للعمل مع بكين عندما يكون من مصلحة الولايات المتحدة القيام بذلك”، ويمكن قراءة قانون الاستثمار في أفريقيا الذي أقرّته إدارة الرئيس بايدن في إطار الاستراتيجية الأميركية الجديدة لمنافسة الصين في عدد من المناطق التي اكتسبت فيها نفوذا متزايدا خلال العقد الماضي.
وبالنسبة إلى واشنطن، فإن توفير التمويل والدعم الفني والتدريب للمستشفيات ومراكز الأبحاث والجامعات والمسؤولين الحكوميين في المستويات الوسيطة يمكن أن تكون أفضل الطرق للدخول إلى قلوب الأفارقة وعقولهم، فالولايات المتحدة في عقول الأجيال الحالية في أفريقيا والشرق الأوسط هي عبارة عن أساطيل وقوة عسكرية مثل أفريكوم وغيرها.
وتحتاج الولايات المتحدة إلى استثمار القوة الناعمة والتعاون مع الحكومات والمجتمعات المحلية بدلا من عقلية العقوبات والوصفات الجاهزة، التي لا تراعي الفوارق الهائلة بين المجتمعات الغربية ونظيرتها الأفريقية من حيث التعليم والبنية التحتية والتطور التاريخي للمجتمعات القبلية في أفريقيا وتقبلها للديمقراطية الغربية، مقارنة بالمجتمعات الغربية.
وتشمل مصالح الصين في المنطقة قاعدتها البحرية الكبيرة في جيبوتي، كما منحت قروضا كبيرة لإثيوبيا التي تعتمد على ميناء جيبوتي في التجارة نظرا إلى أنها لا تطل على أي بحار.
كما تواجه المنطقة تهديدات بسبب الاضطرابات في جنوب السودان حيث للصين استثمارات نفطية ضخمة، إضافة إلى ظاهرة التشدد في الصومال التي تتصاعد كثيرا وكذلك الهجمات التي تستهدف المدنيين في كينيا المجاورة وتسفر عن سقوط قتلى.