تواصل إيران وميليشياتها أنشطتها التوسعية ضمن الأراضي السورية. وقبل أيام أعلن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في خطوةٍ مفاجئة افتتاح قنصلية لبلاده في مدينة حلب السورية، وذلك في وقتٍ تواصل فيه الجماعات المسلّحة المدعومة من طهران تجنيد المزيد من المقاتلين السوريين في صفوفها.
تعليقا على هذا الحدث، رأى نيكولاس هيراس كبير المحللين في معهد نيولاينز الأميركي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية أن “طهران لا تخفي استراتيجيتها في تحويل سوريا إلى دولة تابعة لها لتتخذها كقاعدة عملياتٍ طويلة الأمد للحرس الثوري الإيراني، استعداداً لأي حربٍ محتملة مع إسرائيل”.
كما أضاف في مقابلة مع مصادر أن “افتتاح القنصلية الإيرانية في حلب هو جزء أساسي من جهودها الرامية إلى بناء روابط قوية مع السكان خاصة”.
واعتبر أن “إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تريد أن يكون التواجد الإيراني في سوريا عائقاً أمام هدفها في تأمين اتفاق نووي جديد مع طهران”، موضحاً أن “الأمر بسيط، ففريق بايدن يهتم فقط باستخدام الحرس الثوري لسوريا كمعبرٍ لتزويد حزب الله في لبنان بصواريخ موجهة بدقة، وليس بمهمة إيران الاجتماعية أوالسياسية وتغلغلها في المجتمع السوري”.
تجنيد الجماعات المسلّحة
وقبل يومين كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرّاً له عن تجنيد الجماعات المسلّحة المدعومة من طهران والتي تتخذ من مدينة الميادين السورية معقلاً لها، لمزيدٍ من المقاتلين وهو أمر يتكرر منذ سنوات.
كما ذكر أن تلك الجماعات أنهت تدريب 58 مقاتلاً جديداً كانوا قد التحقوا في صفوفها أواخر شهر أبريل الماضي، مقابل منح كل شخص منهم مبلغ مالي شهري لا يتعدى الـ 30 دولارٍا أميركيا، إضافة لمنحهم سلّة غذائية، إلى جانب معالجة المرضى من ذويهم مجاناً في مراكز طبيبة أنشأها الإيرانيون.
وعادةً ما تعمل طهران على تجنيد مقاتلين في صفوف ميليشياتها المسلّحة في سوريا، مستغلة ظروف الحرب التي يعيشونها منذ نحو عقدٍ من الزمن، علاوة على سيطرتها على ممتلكات النازحين الذين فرّوا من بيوتهم في أرياف محافظة دير الزور، وتحوّيلها لمقرّاتٍ عسكرية.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أعلن يوم الأربعاء الماضي، عن افتتاح قنصليةٍ لبلاده بمدينة حلب، بهدف “توسيع نطاق التعاون الثقافي والاقتصادي والتجاري بين إيران وسوريا”، بحسب قوله.