أصبح من الواضح أن رئيس المجلس السيادي يسعى جديا للوصول الى منصب رئيس السودان مستقبلا بعد إنتهاء الفترة الإنتقالية، والتي لا يعلم أحد غيره متى ستنتهي وبأي صورة، ولا يستبعد المحللون أن يجد البرهان طريقة للتحول من الحكم الإنتقالي الى “الدائم” بدون إنتخابات .
يدعم الغرب ومن خلال أدواته الإعلامية هذه الفكرة بشكل قوي، حيث نشرت صحيفة بريطانية منذ عدة أيام تقريرا صحفيا عن القادة الثلاثة الذين يحكمون السودان، وقارن التقرير بين حمديتي والبرهان وحمدوك، ومن هو الأجدر بقيادة السودان، وخرجت بنتيجة أن الأقوى والأجدر هو الجنرال المخضرم عبد الفتاح البرهان .
ولمحت الصحيفة أن مصير السودان سيكون مشابه لمصير مصر، حيث تولى الجيش زمام الأمور وهو الذي أنقذ مصر من مخطط تخريبي ومن التوترات والصراعات المسلحة، وبالتالي ولأن السودان يعاني من نفس الظاهرة، فالبرهان هو الوحيد القادر على فرض الأمن والإستقرار .
وهذا فعلا ما يقوم به البرهان، فهو يستغل التوترات القائمة لكي يعلن نفسه منقذا لمستقبل السودان، وطالما استمر عدم الإستقرار الذي قد يصل للإنفجار، تستمر أسهمه بالتصاعد وكأنه يملك العصى السحرية، وسيستمر الترويج الى ذلك بطريقة غير مباشرة .
لا يحظى البرهان بتأييد شعبي، فالجميع يعلم جيدا أنه يحظى بسمعة سيئة منذ أن كان ضابطا في الجيش، وحتى بعد أن تولى منصب رئيس المجلس العسكري، رفض الشارع السوداني ذلك، وبحكم القوة هو مستمر حتى هذه اللحظة، ويحاول أن يعتمد على علاقاته القوية بالدول العربية والغربية، والتي لها دور كبير في صناعة القرار في السودان بجانب الإبقاء على حالة التوتر في البلاد، للتغطية على ضعف موقفه شعبيا .