قررت جنوب السودان، الدولة الوسيط بين طرفي المباحثات الحكومة السودانية والحركات المسلحة تمديد المفاوضات إلى أجل غير مسمى، ما يعني إلغاء موعد التوقيع النهائي الذي كان محددا له السبت المقبل.
وأشار مصدر إلى أن سبب التأجيل يعود إلى عدم اكتمال ملف الترتيبات الأمنية وغياب فصائل رئيسية عن المفاوضات التي انطلقت في جوبا عاصمة جنوب السودان نهاية العام الماضي وتواصلت خلال الأسابيع الماضية عبر تقنية مؤتمرات الفيديو من كل من الخرطوم وجوبا، بسبب ظروف التباعد التي فرضتها جائحة كورونا.
صعوبات وعقبات
ويشير مراقبون إلى أنه من المبكر الحديث عن توقيع اتفاق نهائي شامل خلال الأيام المقبلة حيث لا تزال حركة عبدالواحد محمد خارج إطار المفاوضات ولم تشارك في أي جولة من جولاتها.
لكن في الجانب الآخر يرى سياسيون أن توقيع اتفاق مع الجبهة الثورية والفصائل المشاركة في المفاوضات حاليا قد يسهم في تمهيد الطريق نحو توقيع الاتفاق النهائي إذا ما انضمت الأطراف الأخرى وعلى رأسها حركة عبدالواحد التي ترفض الصيغة الحالية للمفاوضات.
وقال عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في قوى الحرية والتغيير، إن هنالك بعض القضايا العالقة في مسار المفاوضات مع الجبهة الثورية من بينها الترتيبات الأمنية ونظام الحكم وملف توزيع الثروة والمشاركة في السلطة الانتقالية.
ولفت الدقير إلى أن هناك رغبة جادة من الطرفين لحسمها وتوقيع الاتفاق بالحروف الأولى، معبرا عن أمله في إحداث اختراق في مسار المفاوضات مع الحركة الشعبية بقيادة الحلو، داعيا إلى بذل المزيد من المساعي لبدء التفاوض مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
وشدد على ضرورة حسم ملف الترتيبات الأمنية بالشكل الذي يقود إلى بناء جيش وطني مهني واحد، ينتهج عقيدة الدفاع عن أمن وسيادة الوطن ويحمي الدستور، ويعبّر عن التعدد والتنوع السوداني.