الآن المشهد المأساوي السوداوي القاتم يزداد وضوحا لايحتمل المغالطات فالفرقاء المتشظين يقرأ كل منهم ويحتفل بما يليه فى الوثيقة الاطارية البائسة التى ستعيد عقارب الأزمة إلى الوراء ، فالبرهان مثلا يرى فى الإتفاق الإطاري نصا واحدا ويتمسك به ( حاجات فى الإطاري ده بتهمنا كعسكريين ) ، وهى دمج الدعم السريع فى الجيش واذا لن يتم هذا فلن نمضى فى هذا الإتفاق ، كم هو مسكين الفريق البرهان اذا ظن أن عملية دمج الدعم السريع ستضع حدا لطموح حميدتى (يداك أوكتا وفوك نفخ) فأزمة الدعم السريع بسبب اسرافك فى التكتيك وصلت إلى حدود ( تورين مابتشيلهم دكة واحدة) سواءا كانت هذه الدكة (مدموجة) او ( مفصولة باتفاق إطاري هش )، أما ياسر عرمان فهو يرى فقط فى الإتفاق الإطاري النصوص التى يخنق بها الجيش بواسطة الدعم السريع ونصوص هيكلة القوات المسلحة التى هى استراتيجيات تفكيك القوات المسلحة بإدّعاء أنها (قوات الإسلاميين المسلحة) ، أما الفريق حميدتى الذى يجادل بأن ( لقمة الدعم السريع ) لم تعد بالحجم الذى يسمح لأى جهة بأن تدخلها فى جوف القوات المسلحة وهو يضع اصبعه فى نصٍٍ واحد هو ( تبعية الدعم السريع للسيد رئيس الوزراء) والذى يتمناه أن يكون ياسر عرمان ، أما اشباح قحط فلايقرأون فى نص الإتفاق الإطاري إلا سطور عودتهم لمقاعد السلطة حتى لو كانت مثبتة فى أنقاض الدولة السودانية ، نعم هذا هو المشهد ، وهذا هو ( جنا الخمسة شهور القادم ) ومن لايعلم أن أمثال هؤلاء المواليد يجب أن تجهز قبورهم قبل أن يستقروا على فراش امهاتهم لأنهم ببساطة مواليدٌ موتى أما الإطاري فهو القنبلة الانشطارية القادمة – عزيزى القحت والمواطن والعسكري .. أنت فقط تحتاج لقراءة تاريخ مذبحة بيت الضيافة والشجرة وحركة٧٦ يوليو التى دخلت الخرطوم من (نواحي) جبل العوينات.. اقرأ فقط حتى تتعظ وتعرف أن حجر السياسة لايُلعب به مع بيضة الأحلاف العسكرية… ثم أنت محتاج لتقرأ وتعرف كيف قام جمال عبدالناصر بتصفية مراكز القوى بعد ٥٢ وكيف مضى السادات فى ذات الطريق ومتى اطلق يد الإسلاميين المصريين وهو يقول ( لايفل الحديد إلا الحديد ، ( أقروا ياخ ) عزيزى البرهان ، توقف عن التكتيك ، وأول الاستراتيجيات الآن اعادةةهيئة العمليات لتفرمل كل هذه المعادلة .