مناوي الأمن والاستقرار في دارفور أصبح لسعة تباع

انتقد حاكم اقليم دارفور، مني أركو مناوي، القوات الأمنية في دارفور وأضاف مناوي في كلمته في الإفطار السنوي الأول لمنظمة التسامح والسلام بأن الأمن في دارفور أصبح للبيع؛ وأن المجتمع المحلي يجب أن يدفع للضباط حتى تتحرك القوات وتتدخل لحسم النزاعات . وشدد مناوي على ضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية والاستعجال في إجازة قانون الحكم الاقليمي.

وانتقد مناوي الأجهزة الأمنية وادوارها وأضاف بأنها تتأخر عن التدخل في الصراعات القبلية بسبب عدم توفر الوقود وعدم توفر اللوجستيات وزاد بأن عدم إجازة قانون الحكم الاقليمي له أثر على الأوضاع في دارفور، وأن الولاة ليس لديهم صلاحيات ولا إمكانيات لهم للتدخل لحسم التفلتات الأمنية.

وأشار مناوي إلى أن هناك مستفيدين من حالة عدم وجود قانون؛ وأن الأمن في دارفور اصبح للبيع وأنه حتى المنظمات في غرب دارفور يجب أن تدفع للحصول على تسهيلات لتقديم مساعدات للمواطنين، وقال مناوي: ” أصبح الأمن للبيع” وزاد: “تدفع حتى تتحرك القوات”.

وأضاف مناوي أن ميزانيات الأمن مركزية وأن الولاة ليس لديهم شيء؛ وأنهم انفسهم يمكن أن يقعوا في كمين في حال تحركوا من عند انفسهم.وقال مناوي إن العدالة مفقودة في دارفور وأن هناك تراكم في القضايا التي تمتد لأكثر من عشرة أعوام وتعايش الناس مع عدم وجود العدالة، ولذلك اتجه الناس للانتقام.

وهدد مناوي بأنه في حال استمرت الأوضاع سيأتي ويكشف بالأسماء من لهم علاقة بالأحداث في دارفور، وتمنى مناوي أن يكون اجتماعه مع قادة البلد اجتماعا ناجحاً، وفي حال لم ينجح ترك مناوي الخيار مفتوحا، وقال بأنه لن يستطيع أن يمسك لسانه وسيتحدث بما يعرف حول الأوضاع والمتسببين فيها. وشدد مناوي على ضرورة تكوين مفوضية العدالة الانتقالية ومفوضية الأراضي لحل نزاعات الأراضي بين المكونات المحلية.

وأقر مناوي بأن السودان به خلافات سياسية ومبادرات مختلفة، وأن هناك من لا يعرف السودان، وكانوا متنعمين وقادة مجتمع ورأي وأصحاب فرص، وزاد بأنهم كانوا يحتكرون الفرص وأن الشعب خادم لهم، ومع التطور فلتت منهم، وزاد بأن الخطاب السياسي هو من صنع حالة الهامش والمركز، وزاد: ” البعض يرفض المصالحة والتسامح والقوى السياسية خطابها خلق تياران، هامش ومركز وأن عليهم أن يجلسوا مع بعض لتكوين السودان، وتأسيس الدولة، وزاد مناوي: ” البعض من السودانيين يرفضون الحوار الوطني؛ ويجب أن ننصحهم بأن هذا السودان ملك للجميع”.

ومن ناحية أخرى؛ قال رئيس منظمة التسامح والسلام، آدم سقدي، بأن ما يحدث في دارفور الآن بات يفوق كل خيال ويفتقر لأي منطق سياسي أو عسكري، أو حتى قبلي، لأنه ضرب بكل الأعراف القبلية المحلية عرض الحائط، وأصبح السلاح هو الحاسم في أمر قبلي ولا مكان للاعراف والتقاليد التي كانت متبعة سابقا وتنظم الحواكير والديار والمراعي.

وحذر سقدي في كلمته بأن خطورة التداعيات الناجمة عن الصراع القبلي نتيجة استخدام القبائل السلاح المتطور القادر على حصد مئات الارواح في دقائق معدودة، وأن قضية القتال القبلي في دارفور تحولت إلى فوضى خلاقة، وأصبحت لا تهدد اتفاق جوبا للسلام فقط وإنما تهدد وجود الاقليم بالاستقطابات المختلفة.

وزاد سقدي بأن تأسيس منظمة التسامح والسلام جاء للعمل على وقف الاقتتال القبلي، وأضاف: ” جمعناكم هنا لتوصيل رسالة أن التسامح والتعايش السلمي أمر ممكن؛ وعلينا أن نتسامح هنا ونرسل الرسالة لأهلنا في دارفور والخطوة التي بدأناها لن نتراجع عنها حتى تعود دارفور وتتعافى من داء الصراعات”.

ودعا الزعيم الشيخ موسى هلال لتأسيس مجلس حكماء للتدخل العاجل وحل المشكلات القبلية في ولايتي غرب وجنوب دارفور، وترك المسائل الأمنية وترتيباتها للحكومة وأجهزتها، وطالب هلال بوقف الاقتتال والتسامح وتجاوز مرحلة الصراع التي استشرت بين المكونات المحلية في دارفور، مؤكدا بأن المكونات المتصارعة معلومة وبينها من الأواصر والصلات ما يجعل السلام والتعايش ممكنا.