أكد رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي أن هنالك هوة وفجوة كبيرة بين القوى السياسية والجيل الحالي، وأشار مناوي في برنامج (حديث الناس) أن الأزمة الحالية لها جذور تاريخية وهي ذات الأزمة التي تحدث فيها الأزهري والمحجوب ومنصور خالد، وأوضح أن الذاكرة السياسية السودانية ذاكرة ضحلة جداً.
مشيراً إلى وجود مشاكل جوهرية تاريخية تتعلق بالمواطنة ونظام الحكم وتعريف الهوية السودانية، وأكد مناوي أن القوى السياسية تتحدث بأنها مع الشارع بطريقة عمياء حتى لو أراد الشارع حرق الخرطوم تقول نحن معه، وقديماً كانت الأحزاب هي من تقود الشارع مبيناً أن الأحزاب السودانية ارتكبت جنايات كثيرة لذلك تختبئ خلف الشارع موضحاً أن ثورة ديسمبر هي امتداد للنضال السوداني وليست ثورة نبتت من الأرض ولا نزلت من السماء وسميت ثورة ديسمبر وتم نسيان كل الشهداء الذين سقطوا ما قبل ديسمبر، واستشهد مناوي بحديث د. منصور خالد عندما قابل أحد الشعراء السودانيين في باريس قائلاً: (إن الخرطوم تأكل الخروف وتأكل البشر”، مبيناً أن القوى السياسية أكلت بعضها بعد نجاح الثورة.
وأوضح مناوي أن الجبهة الثورية كانت لها (3) مواقف يوم 12 أبريل منها عدم مقابلة حميدتي وقتها بالإضافة إلى تكوين مجلس قيادي للحرية والتغيير وعمل سقف للتفاوض، وكل ذلك تم تجاهله تماماً، مشيراً الى أن هنالك تنظيمات أيدلوجية أرادت أن تبقي الحركات المسلحة خلف الحائط وأرادوا قفل الباب بالعسكر من الانقلابات وبالدعم السريع من الحركات المسلحة مبيناً أن تحالف الحرية والتغيير قام من أجل استغلال الشباب الذي أنجز الثورة..
وقال مناوي إن قرارات 25 أكتوبر مثلها مثل مفاصلة الترابي والبشير والشيوعيين ونميري وقال إن الذين يزايدون الآن ويدعون أنهم الأبعد مسافة من العسكريين هم الأقرب مسافة للعسكريين وهنالك حوارات بين الحرية والتغيير والعسكر بدأت منذ 25 أكتوبر، وأكد مناوي أنهم ثابتين في مواقعهم إذا ابتلع العسكر الحرية والتغيير أو ابتلعت الحرية والتغيير العسكر، وذلك وفقاً لاتفاقية جوبا مشيراً الى أن إبراهيم الشيخ رجل مؤثر ومصادم.
وقال مناوي: أنا لا أمتلك مليشيا وإنما جيش تحرير السودان وليس لدينا ثقافة الانقلابات مطالباً الجميع ببناء منصة موحدة وجلوس الجميع مع بعضهم البعض والذي لا يمكن أن تتنزع منه الجنسية السودانية لا يمكن أن تمنعه من الحراك في الساحة السياسية السودانية، موضحاً أنه لا بد من التعامل مع المجتمع الدولي والاستعانة به مشيراً الى أن العامين السابقين شهدا اعتماداً كلياً على الخارج