ماذا يتوقع زوار السودان بعد ثورة ديسمبر إن يجدوا في عاصمة البلاد و إريافها وفي بالهم شعار حرية سلام وعدالة وشعار حنبنيه الذي رفعته ثورة ديسمبر(( وهي شعارات تشد الإنتباه وتشنف الاذان)) كما أنها شعارات لا تحلم بها الولايات المتحدة ولا المملكة المتحدة ولا فرنسا التي كانت تغمر شوارعها تظاهرات ذوي السترات الصفراء التي لم تستطع رفع مثل هذه الشعارات البراقه .
لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن حكام قحط من الذين ينطبق عليهم قول الله تعالي يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .صدق الله العظيم .
كان الناس يقولون ان الثورة تاكل بنيها ولكن ثورة ديسمبر تأكل شعاراتها فلا حرية ولا سلام ولا عدالة باستثناء اتفاق جوبا وهو اتفاق( سياسي) نفضت قحت يدها منه لانه منح الحركات الموقعة عليه ٢٥ في الميه من السلطة المركزية والولائية واعتبرت قحت ذلك خصما علي نصيبها في كراسي الحكم بادعاء أنها قوي الثورة أو القوي التي صنعت الثورة كما كان يقول وزير الإعلام الأسبق ومستشار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الاستاذ فيصل محمد صالح وهو يدلل علي ان الثورة مصنوعة وإرادها اهل قحت قميصا علي قدر مقاسهم لا يتسع لاحد غيرهم ولا يتجاوز أحزابهم ((التي سرقت الثورة )) الي بقية اهل السودان .
اما العدالة فقد استحالت الي ظلم مس أرواح الناس واجسادهم …. وصارت الحرية اباحية لا علاقة لها بالحرية التي تعد حق من حقوق الإنسان ولكن حريتهم هي حرية انتهاك القيم والمقدرات والمقدسات وتطبيق معاهدة سيداو لمزيد من الاباحية .
هذه الاباحية المقيته لا ينفصل منها الخطاب السياسي المنادي بتغيير المناهج لصالح اللادينية العلمانية في التربية والتعليم . ولا ينفصل عنها الخطاب الإعلامي الذي جسد الكراهية وقد بدأت مع الهتافات العدمية التي تعرض بالخصوم السياسيين وتستفزهم (اي كوز ندوسو دوس) ولا تلك التي تحتقر قوات الشرطة كنداكة جات بوليس جرا . والاخري التي تسئ للقوات المسلحة ( معليش معليش ما عندنا جيش ) وغيرها كثير مما شهوه القاموس السياسي والاجتماعي والأخلاقي السوداني واسفر عما يخجل اللسان عن ذكره في قول أو الإتيان به في مقال أو التعرض له في محفل كريم .
لقد كذبوا عندما أرادوا أن يحملوا إجراءات ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م (/التصحيحية)) المسئولية عن ما حاق بالبلاد من دمار وهدر قيمي وعدلي بواسطة لجنة إزالة التمكين والقرارات التي اتخذتها وزارة الصحة برئاسة الدكتور اكرم وزير الصحة في حكومة حمدوك (( للتعامل )) مع جائحة كو رونا(( كوفيد ٢٠١٩م)) وما ترتب عليها من تدمير لكل القطاعات الحيوية من تعليم وصحة وغيرها .ولولا تلك الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش وجعلوا منها شماعة لفشلهم حتي لو أن كنداكة ورفيق من الرفاق اختلفا ا و اشتجرا أو ذهبا للمحكمة طالبين الطلاق لقالوا السبب هو الانقلاب والانقلابيين .
احدي السيدات القادمات من خارج السودان بعد غياب متطاول قررت أن تأخذ أطفالها إلي مدينة الطفل بالخرطوم للعب في مراجحها والتنزه تحت أشجارها والترفيه في باحاتها كما كانت تفعل قبل عدة سنوات وكانت المفاجأة أن مدينة الطفل قد صارت أثرا بعد عين فما الفائدة من ثورة يفقد فيها الاطفال مدينة ألعابهم ومنتجعهم وأسرهم في أجواء الخرطوم الحارقة ؟.
هذه السيدة وجدت جريمة كاملة الأركان ترتكب في مدينة الطفل تتمثل في اعداد مهولة من السيارات المحطمة والمنزوعة الأجزاء داخل مدينة الطفل وهي مصادرة بواسطة لجنة إزالة التمكين ومن جهات علي رأسها منظمة الدعوة الإسلامية تساءلت السيدة كيف تصادر سيارات و اموال منظمة الدعوة الإسلامية في السودان ((البلد المسلم)) والناس في بريطانيا ((حيث تقيم ا لسيدة )) يدفعون ثلاثين جنيها استرلينيا و كل ما فاض عن حاجتهم لمنظمة الدعوة الإسلامية وهي مسجلة منظمة خيرية في الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية وتقوم بكفالة الأيتام والأرامل في تلك البلاد وغيرها فكيف سمح هولاء النشطاء لأنفسهم التعرض لها في هذا البلد الطيب ؟؟؟
هل لمدينة الطفل وما جري بها علاقة بالانقلاب والانقلابيين وهل للانقلاب صلة بما جري لعلماء السودان ولجامعة افريقيا العالمية ومزرعتها العملاقة التي تم القضاء علي كل ما فيها من زرع وضرع وطير ؟
هل للانقلاب علاقة بتدمير مزارع الأفراد التي كانت تتنتج الألبان والخضر والفواكه والدواجن ((لصالح مواطني الخرطوم)) وتمت سرقتها وتدميرها بالكامل ؟
.هل للانقلاب علاقة بتدمير شوارع الاسفلت وتجريف الانترلوك والمزهريات والاشجار؟ .هل للانقلاب علاقة بالاوساخ والكوش امام منازل السفراء الذين يمثلون دولهم في الخرطوم وهي علي هذه الحالة منذ عهدكم البائد والذي تعتذرون عن جرائمه لا من أجل الندم ومحاسبة النفس ولكنكم تتخذون الاعتذار ذريعة و سبيلا للعودة إلي الحكم ودون حياء .
كيف تعود دمية قحت وولاية الخرطوم تتعافي تدريجيا من الدمار الذي خلفته قحت ؟ كيف يعود الفاشلون وطرق المرور السريع في الولايات بدورها تتعافي مما لحق بها خلال السنوات الثلاث الماضية ((المورخة بعهد قحت )).
كيف السبيل للعودة والرجوع والناس لا يذكرون لقحت غير طلب الفول بألف جنيه ورطل اللبن ٣٥٠ جنيه والبنزين ٣٧٠٠ جنيه وما ترتب عليه من زيادات مهولة في المواصلات والترحيل بين العاصمة و الولايات؟ وبعد الزيادات المتصاعدة ورفع الدعم عن السلع وعلي رأسها الخبز
لم يحرم الشعب التواصل علي كوب من الشاي بين ((الثورة الامدرمانية والصحافة الخرطومية)) فقط كما قال رئيس وزراء قحت د. حمدوك وهو يبرر زيادة البنزين في عهد هم الاغبر .ا
الذكري الوحيدة لهذه المومياء هي الجوع والعطش حيث عادت إحياء الخرطوم تشرب من الكارو ولا حول ولا قوة الا بالله
د محمد