تسأل المراقبون عن دلالات توقيت استلام السفير الامريكي لمهامه رسميا ولماذا الآن؟ علي رغم اختياره منذ اكثر من عام؟ ولم تكن امريكا يعوزها الاتصال او التواصل من خلال اعلى المستويات الرفيعة مثل مساعد رئيس الخارجية للشؤون الافريقية مولي فيي؛ بحيث يظل السؤال مشروعا لماذا الآن يتم تعيين السفير بصورة رسمية؟ بالطبع هناك العديد من التفسيرات لذلك؛ الا ان هنالك من يرى ان امريكا تحاول ان تعمل علي مزيد من الانغماس في الشأن السياسي الداخلي للبلاد عبر هذه الخطوة!
البعض يرى ان من دواعي الخطوة الجديدة هو تعقيدات المشهد السياسي الداخلي الذي اجبر واقعه امريكا بعد ان تسرب اليها اليأس من حلفائها السابقين الحرية والتغيير التي وضح فشلها وعدم قدرتها وفقدانها للجماهير وتلاشي سطوتها التي كانت عليها بعد الثورة ابان سيطرتها علي الحكومة والقرار السياسي بالبلاد! وان الشعور الامريكي بفقدان السودان في ظل تعقيدات مضاعفات العملية الروسية في أوكرانيا وخشيتها من اتجاه السودان الى روسيا؛ وبالتالي ضعف تأثيرها علي الاوضاع بينما هنالك الكثير علي المحك من المصالح الامنية والاستراتيجية التي تمثل مصالح ذات اهمية عالية لا تستطيع المجازفة بضياعها في ظل تضافر الظروف المواتية لضياعها من ضعف الحليف الرئيس داخل البلاد! وفي هذا الاطار نفهم مغازلة السفير الأمريكي للجان المقاومة ولقاء بعض اسر الشهداء! ثم طلبه الاجتماع مع كل قادة لجان المقاومة بالبلاد! مع ما ارسله من اشارات دعم امريكا للتحول الديموقراطي بالبلاد والمطالبة بالحكومة المدنية!
تأتي كل هذه الخطوات بعد محاولات جادة من الأوساط السياسية السودانية لتجميع كل المبادرات المطروحة في الساحة والوصول لرؤية موحدة من أجل مناقشتها في سبيل محاولة ايجاد معالجة للازمة السياسية بالبلاد فياتي تدخل السفير الامريكي من خلال اللعب علي وتر اسر الشهداء ومغازلة لجان المقاومة! بما يعطي اشارات لخطط التدخل الامريكي ونواياها للتعامل مع خط الازمة السياسية في البلاد!
ويرى الخبراء ان مثل هذا التدخل يعمق لمزيد من تعقيد الاوضاع السياسية! خاصة وان اكثر فصيل رافص لاي حوار ورافع للاءات الثلاث بما يقارب حالة أشبه بالتطرف؛ هي لجان المقاومة! وهذا اللقاء ما هو الا دغدغة لمشاعرها واستمالتها بصورة واضحة! لينطرح السؤال الأبرز؛ عن نوايا امريكا وماذا تخطط له وما الذي تريده؟ لان اي حلول واتفاقات منحازة لطرف من الاطراف السياسية لاتعمل على معالجة الاوضاع المأزومة وانما تعمل لمزيد من صب الزيت في نار السياسة المشتعل! فماذا تنوي امريكا لتفعله في السودان؟!