يعد النزاع في دارفور قديم وممتد ولم تعد مشكلة دارفور تعني بالشأن السوداني الداخلي فقط ، بل أخذت حيزا واسعا سيما في المجتمع الدولي والإقليمي ، ووجد المتمردون في دارفور الدعم العسكري والمادي من الدول الغربيه ، تم إدخال المعدات العسكرية لهم عن طريق تشاد ، وظلت تلك الحكومات تدعم الأنشطة الإرهابية والتمرد في الإقليم ، إلى درجة حسهم على الانتفاضة على النظام الحاكم في الخرطوم ، والخروج ضده ، وفي هذا الشأن قال رئيس حركة العدل والمساواة ، أنهم فقط يريدون أن ترأ الحكومة مطالبهم وتنفذها لهم ، وأنهم لا يريدون المعاناة من التهميش ، ولكن تم اغتيال قائدهم من قبل جماعات مجهولة ، يرجح القول أنهم عملاء الغرب الذين رأوا أنه لن يحقق مصالحهم ، فبعد تعيين خليل ابراهيم لقيادة العدل والمساواة بدأت مطالبهم مشابهة لمطالب الغرب ، فقامت بدعمه عسكريا وبقوة وعتاد كبير كان أثرها دخول قوات خليل ابراهيم إلى أمدرمان ، والاستيلاء عليها بالقوة ، وإثارة الفزع والفوضى ، وحدثت الاشتباكات وكانوا في طريقهم للاستيلاء على الحكم ، وكانت ليلة مأساوية انتهت بفشل قوات خليل في امدرمان ، وبعدها جاء القرار من مجلس الأمن بضرورة بعثة الأمم المتحدة في إقليم دارفور ، للمحافظة عليه وحمايته ، وتم منحهم سلطات تخول لهم فعل الكثير في المنطقة ، غير الصلاحيات الكبيرة التي منحت لهم ، بمنحهم نزع السلاح من المليشيات ، وتسريح القوات وإعادة دمجها ، وأيضاً منحها حق استعمال جميع الوسائل اللازمة في مناطق تواجدها واحقيتها في عمل كل ما تراه مناسباً ، دون الاكتراث لرأي النظام في الخرطوم ، وبعد نهب ما تبقى لها وخروج القوات على إثر قرار مجلس الأمن بخروج بعثة اليوناميد، اشتعلت الأوضاع الأمنية في دارفور الآن وتكرر نفس السيناريو الذي شهدته دارفور من قبل ، وتوقعات بإعادة تمركز القوات الأمريكية في دارفور، ولا زالت تدعم المتمردين هناك ، واحتمالية حدوث فوضى كبيره في الخرطوم ودارفور، في مقبل الأيام القادمة إذا ما استمر الوضع على هذا الحال في دارفور .