حذرت وزارة الري السودانية المواطنين لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، تحسبا لكل السيناريوهات المحتملة جراء الملء الأحادي لسد النهضة الإثيوبي في يوليو المقبل.
وقال وكيل وزارة الري والموارد المائية السودانية ضوالبيت عبد الرحمن في بيان، إن “مهندسي الوزارة بإدارتي الخزانات ومياه النيل يعملون للتحسب لكل السيناريوهات المحتملة جراء الملء الأحادي لسد النهضة في يوليو المقبل، وذلك للحد من الآثار السلبية المتوقعة ويشمل ذلك تعديلات في نظم تفريغ وملء خزاني الروصيرص وجبل الأولياء”.
وأضاف: “وعليه تود الوزارة أن تنبه المزارعين والرعاة ومحطات مياه الشرب ومشروعات الري وكل مستخدمي المياه والمواطنين عامة في النيل الأزرق من الدمازين الى الخرطوم، أنه من المرجح أن تنخفض كميات المياه الواردة من النيل الأزرق خلال الفترة من أبريل حتى نهاية سبتمبر، وبالتالي تنخفض مناسيب المياه في هذا القطاع، كما ستتأثر مساحات الجروف المروية على طول هذا القطاع وكذلك مداخل محطات مياه الشرب وطرمبات الري”.
وتابع: “بالنسبة للنيل الأبيض من الجبلين إلى جبل أولياء، هذا القطاع سيتأثر أيضا بملء سد النهضة نسبة لتعديل نظم تشغيل خزان جبل أولياء وسيؤدي ذلك لتقليص مساحات الجروف والمراعي نسبة لعدم التفريغ الكامل للبحيرة. وستزيد فترة المناسيب العالية للبحيرة بالنسبة لمحطات مياه الشرب وطلمبات الري”.
وأردف: “بالنسبة للنيل الرئيسي، من الخرطوم إلى عطبرة، سيتعرض هذا القطاع لنفس التأثيرات وستقل كميات المياه وتنخفض المناسيب وستتقلص مساحة الجروف المزروعة والمراعي”.
وأشار عبد الرحمن إلى أنه “يتوجب على جميع المعنيين اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجاوز آثار الملء والتشغيل خلال الفترة من أبريل حتى سبتمبر 2021”.
وشدد على أن “وزارة الري والموارد المائية ستعمل على توفير تفاصيل أكثر حول برامج تفريغ وملء الخزانات المذكورة أولا بأول”.
تحذير سابق:
وكانت الخرطوم قد حذرت بأنّ خطة إثيوبيا لبدء المرحلة الثانية من خطة ملء سدّها على النيل، المقرّرة في يوليو/تموز القادم، تشكّل “تهديدا مباشرا” لأمنها القومي، وفق ما صرّح به وزير الري السوداني ياسر عباس. وأضاف أن هذا الأمر سيهدد نصف السكان الذين يسكنون في وسط السودان على صعيد “مياه الري للمشاريع الزراعية وتوليد الكهرباء من سدّي الرصيرص ومروي”.
وقال وزير الري السوداني”سيكون هناك استحالة في تشغيل سد الرصيرص إذا لم يكن ثمة اتفاق ملزم حول كمية المياه المتدفقة من سدّ النهضة وتبادل يومي للمعلومات”.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، قدّر الوزير أن يفقد “سد مروي 30% من الطاقة الكهربائية التي يولدها” ما يؤثر سلباً على محطات مياه الشرب. كما قال الوزير إن السودان يقترح “توسيع المظلة في التفاوض (بين السودان ومصر وإثيوبيا) لتشمل مع الاتحاد الأفريقي كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة، وأن يتم تحويل دور هذه المؤسسات الأربع من مراقبين الى وسطاء”.
وكانت إثيوبيا قد بدأت في ملء الخزان خلف السد بعد هطول أمطار الصيف العام الماضي على الرغم من مطالب مصر والسودان بضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ملزم بشأن ملء الخزان وتشغيل السد.
ومنذ نحو عقد، تتفاوض السودان ومصر وإثيوبيا حول إدارة وملء خزان سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، ولكن بدون التوصل إلى اتفاق. وتقول إثيوبيا إن السد مهم لتنمية اقتصادها.
وعلاوة على السد، تشهد العلاقات بين السودان وإثيوبيا توترا بسبب النزاع المستمر منذ عقود على الفشقة، وهي أرض ضمن الحدود الدولية للسودان يستوطنها مزارعون من إثيوبيا منذ وقت طويل. وقد اندلعت اشتباكات بين قوات البلدين استمرت لأسابيع في أواخر العام الماضي.