وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” تدعم السودان بمختبر للروبوتات

أعلنت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، الجمعة، أنها أنشأت مختبر الجزري للروبوتات في السودان. وأضافت أن “الوكالة أنشأت النسخة الثالثة لمشروع مختبر الجزري للروبوتات المصمم بمفهوم DIY (اعملها بنفسك) بجامعة إفريقيا الدولية”. وأشارت إلى أن “المختبر تم تجهيز جميع معداته من تركيا، وسيقدم جميع الخدمات الهندسية للطلاب والأكاديميين في البلاد”.

تنوع دعم تيكا:

ولا يقتصر الدعم الذي تقدمه تركيا للسودان وشعبه على المساعدات الإغاثية والإنسانية، بل يتعاده إلى العديد من الجوانب الاجتماعية والثقافية والأكاديمية.

ونهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، أعلنت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، أنها قدمت مساعدات تضمنت آلات وأجهزة للنساء السودانيات، وذلك من أجل مساعدتهن في إنشاء مشاريعهن الخاصة.

وقالت الوكالة في بيان، إن “فرقها قدمت آلات وأجهزة لنحو 50 سيدة، في منطقة جبل الأولياء، أحد أفقر أحياء العاصمة الخرطوم، ويقطنه بكثافة النازحون من مناطق النزاع في السودان وجنوب السودان”.

وأشارت إلى أن “السيدات بدأن بالعملية الإنتاجية بعد خضوعهن لدورات من قبل جمعية محلية، في مجالات مختلفة، كالطبخ، وصناعة الحلويات، والخياطة، والجلديات، والبهارات، ومن ثم تلقيهن مساعدات من قبل وكالة (تيكا)”. وبحسب البيان، فقد أعربت النساء السودانيات اللواتي تلقين دعما من الوكالة، عن شكرهن لتركيا ولرئيسها رجب طيب أردوغان، بسبب دعمه الدائم للسودان.

وكانت “تيكا” قد قدمت في 26 تموز/يوليو الماضي، 10 أفران، و10 ماكينات خياطة، و10 آلات تطريز، و10 آلات لصناعة الجلود، و10 آلات لصناعة البهارات، لـ50 سيدة، بعدما خضعن لدورات في هذه المجالات.

وفي 11 أيلول/سبتمبر 2020، شارك السفير التركي لدى السودان، عرفان نذير أوغلو، بتوزيع مساعدات إغاثية على الأسر السودانية المتضررة من السيول والفيضانات في منطقتي أم درمان والكلاكة.

تركيا فى سواكن:

تؤكد تركيا أهمية تعزيز علاقاتها مع السودان ومع غيرها من الدول، بهدف تعزيز الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، إضافة لتعزيز العلاقات الثنائية في جوانب أخرى.

وكان السودان قد منح تركيا حق إدارة جزيرة سواكن وتأهيل الآثار العثمانية فيها الأمر الذي جلب كثيرا من الأنتقادات لنظام البشير المخلوع، ليس فقط باعتبارها ضمن حزمةٍ من الاتفاقيات، ولكن من جانب ميراثها الجيو استراتيجي، استناداً إلى الصورة الذهنية والخبرة التاريخية لميناء سواكن عندما كانت مقرّا للحكم العثماني، وهو ما تناوله بعض وسائل الإعلام العربية، في سياقٍ يفيد بأن السياسة التركية تعمل على توطيد نفوذها في هذه المنطقة، لاستعادة الميراث التاريخي للدولة العثمانية، حيث اكتسبت أهميتها حاضرة تجارية في البحر الأحمر، لكن أهميتها الاستراتجية تدهورت، مثل مدنٍ كثيرة في الساحل الأفريقي، بعد الغزو الأوروبي للساحل الشرقي لأفريقيا. 

وعلى الرغم من تركيز الحملات الإعلامية على المخاطر التي تشكلها الاتفاقيات التركية السودانية، تمكن ملاحظة أن جزيرة سواكن تصنف ضمن خليج داخل أراضي السودان، ولا تشرف على الممرات الاستراتيجية في البحر الأحمر. وهنا أهمية النظر إليها، ليس ضمن السياق الأمني والعسكري، بقدر ما تشكل ارضيةً لتعاون واسع بين البلدين، يشمل التجارة والاقتصاد والزراعة والتسليح، وهو تعاونٌ يمكن أن يمتد أثره إلى الخدمات الملاحية في البحر الأحمر، وهو يرتكز بالأساس على إيجاد أوضاعٍ وميزاتٍ تنافسية، وليست صراعية.