و الأسبوع الماضي .. و ما يقع عادة في شهر يقع في ساعة … و ساعة بعد ساعة و الدولار خمسمائة … خمسمائة و خمسون … ستمائة … و سبعمائة و خمسون .. و أخبار لها رائحة البارود و الأسبوع الماضي .. الأربعاء و بائع الوقود يضع مائة جنيه زيادة في السعر و بائع اللحم حين يجد هذا يضع ثلاثمائة جنيه زيادة على بضاعته … و بائع الدقيق حين يجد هذا يضع أربعمائة جنيه على سلعته .. و الإنفلات يجعل الزيادات لا معنى لها لانه لا سقف لها و لأنه لا سقف لها فكل صاحب سلعة يتوقف عن البيع .. و السوق يغلق و الحياة تتوقف .. ………. و الخميس منتصف النهار تسريب عن أن أمريکا تجعل جوبا تُسدِّد للخرطوم ديوناً قيمتها ثلاثة مليارات . و الخميس بعد ساعة الحرب تقول إن جوبا تنفي الخبر هذا . و الخميس السابعة مساء إجتماع بنك السودان مع الجهات الأخرى و الذي لا يشير إلى ديون جوبا / يعلن عن عشرة مليارات سعودية و عن دعم سعودی لعشر سنوات و عن عقود تصدير و إستيراد للسودان عبر السعودية .. و كأنه يؤكد بنك السودان يعلن البنوك لتستلم ما تريد من العملة الصعبة نهار الأحد و يعلن عن عقود للدواء تهبط بالاسعار ۳۷% من الأسعار الحالية .. و المال بطبيعته لا يحتمل المخاطرة .. و الطبيعة هذه تستخدمها الجهات التي كانت تنتظر اللغم لتقول مواقعها أن الامر كذب و أن النخلة تقف أمام الجمل نهار غد الأحد . لكن الدولار يتدحرج عن النخلة … و الحديث يصنع الثقة ببراعة و هو يتحدَّث عن شحنات للعملة ترسلها الشركة العربية عبر البحرين .. و كلمة شحنات و كلمة (ضمان سعودی لعشر سنوات) و كلمات إجتماع بنك السودان .. كلمات … مثل تصدير و عقود … كلمات تجعل تكتكات اللغم تتوقف .. لكن نهار الخميس لم يكن عيداً كله .. ففي الخرطوم خنادق إغتيال الدولار كان حوارها يقول : حديث الدولار هذا هو شيء ينسی أن الدولار يصب في السودان في (قفة لا قاع لها) و أنه سوف يختفي في أسبوع . و لما كان الحوار هذا في الخرطوم كانت أحاديث شرق السودان تتحدَّث عن شعناب … و معسكر هناك .. و جهة تطلب إتخاذه ميناء … ( قريباً من الميناء الذي تطلبه دولة أخرى و قريباً من القاعدة الروسية ). و حديث آخر في الشرق عن معسكر تقيمه إحدی الحركات المسلَّحة و عن ثلاث طائرات تنقل جنود الحلو و جنود شخص آخر من شرق السودان يعمل و كأنه نوع من المرتزقة و حديث عن لقاء لبعض الادارة الأهلية هناك ليقولوا : کفی … لسنا مرتزقة . و حديث عن معسكر غير حكومي قريباً من أوسيف . الأحاديث هذه تذهب الى الموقف الأمريکي، فالسودان الآن معادلة مثل كرة الصوف في الظلام . الأحاديث عن الموقف الأمريكي الذي هو من يعلن إدانته لعنف جهاز العمليات صباح الثلاثاء و يعلن أن حكومة الخامس و العشرين هي إنقلاب …. نهار الأربعاء أمريکا هذه هي ذاتها من يلكز بعض الجهات في الأسبوع ذاته لدعم السودان منعاً للإنهيار . و التفسير يقول أن أمريكا تعصر البرهان ليس لقتله بل للتطويع و لإبعاد جهة معينة من السلطة .. و أمريكا تتحدَّث عن عودة الجيش للمعسكر و تسليم السلطة . و أمريكا تعلم أن تسليم السلطة لا يكون إلا لجهة قوية و القوي الآخر هو الإسلاميون . و أمريكا التي لا هي تريد الإسلاميين و لا هي تجد غيرهم تذهب إلى شيء يفسِّر ظاهرة أخرى تطل الأسبوع الماضي بعد إختفاء طويل قوش ..