الكتابات حول أخبار وأسرار تلك الثورة العظيمة مع تفصيل أدوار البعض فيها وكان دور الفريق صلاح قوش أكثر الأدوار مثاراً للجدل.
ينقسم من يؤكدون دور قوش إلى قسمين الأول وهو القسم الأكبر من الإسلاميين والذي يرى فيه خيانة صريحة للحركة والحزب والرئيس للدرجة التي حملت اللواء الطيب (سيخة) للكتابة بلغة الفجيعة غداة سقوط الإنقاذ قصيدة خاطب بها قوش بمدخل مستغرب وحزين يقول (شن سويت يا ود البيت ؟!)
بعض الإسلاميين يعتبرون أن ما قام به (قوش)صحيح وهؤلاء هم الذين يروون في الثورة الموقف الصحيح الذي من المفترض أن يقفه كل الإسلاميين إلى جانب الثوار.
البعض الآخر كان ولا يزال يرى أنه كان من الأفضل أن يقوم قوش بانقلاب داخلي يطيح من خلاله بالبشير ويحافظ على دجاجة النظام السياسي وبيضة المشروع الإسلامي.
في تقديري أن قوش كان يرى استحالة إقالة البشير دون التخلص من النظام كله وذلك لأن النظام عنده هو البشير وذلك لاحاطته الكاملة بكل الأجهزة والقوات وبالجسم السياسي وهذا النظام وتنظيمه السياسي قد فشل في تقييم قوش منذ أن أعلن رأيه الصريح ذلك في حواره مع الزميل دلاي.
مع الاختلاف حول ما قام به قوش تجاه نظام الإسلاميين السؤال المهم هل كان قد أسقط الإسلاميين كلية من حساباته وهو يمضي على طريق التنسيق مع قوى الثورة ؟ الحقيقة -الحقيقة- لا فهو ومع حرصه الأكبر على إنجاح التغيير بعيدا عن أعين الإسلاميين وذلك بالابقاء على عينيه مفتوحتين عليهم كان يراقب ويشجع من جهة أخرى محاولات انقلاب تنظيمي داخلي يذهب بالبشير و (ديناصورات)المؤتمر الوطني.
من المحاولات الجريئة والتى ربما إن اكتملت كانت ستتجه بالأحداث إلى اتجاه مختلف محاولات بعض شباب الحزب والذين أعدوا تصورا للانقلاب التنظيمي على البشير من داخل مؤسسات المؤتمر الوطنى ومن هؤلاء الأستاذ محمد الأمين والسيد النعمان عبدالحليم ولكن محمد الأمين الذي كان مسؤولا عن شباب الحزب عدل عن خطوته تلك وحفظ ورقته بعد ان بدأ الهمس داخل مجتمع الاسلاميين عن صلة له بمدير جهاز الأمن الفريق صلاح قوش!
جدير هنا ذكر موقف الدكتور أمين حسن عمر الذي ظل يؤذن في الإسلاميين بأن حي لتغيير البشير من دون ان يجد نداءه استجابة!
خارج نطاق الإسلاميين أيضا يختلف الساسة والثوار على دور قوش المفترض في الثورة فمنهم من يذكر ذلك الدور مثل اعتراف لا بد منه ومنهم من يقلل منه بالقول ان تواصل قوش معهم كان مفروضا عليهم بحكم موقعه السابق ومواقفهم السابقة ومنهم من يعتبر الحديث عن تنسيق تم بين قوش والقيادات السياسية مجرد (كلام فارغ) مثل الأستاذ خالد سلك القيادي بالمؤتمر السوداني والذي كان خارج البلاد عندما اكتملت الثورة! لكن الكل يعلم لولا قوش لم يحدث تغير.. إذا قوش هو رأس الرمح في التغيير وكان من المنطقي أن يشغل منصب رئيس الوزراء أو المجلس السيادي لكن البرهان يرى في قوش رجل زكي لايستطيع أن يدير قوش.. علما بأن قوش رجل قوش وأعلى رتبة من البرهان.
قوش من إنشاء لجنة التمكين وكان يمدها بالمعلومات وكل أعضاء التمكين يعملون تحت إشراف قوش.
قوش يتمتع بشعبية داخل الجهاز وداخل قيادات الحرية والتغيير وكثييير من الحركات المسلحة وله احترام كبير داخل الحركة الإسلامية.. إذا هو جدير بالمنصب.