قالت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم الاثنين، إن 12 طفل يموت يومياً، أي بمعدل طفل واحد على الأقل كل ساعتين، في مخيم زمزم بالسودان؛ وهو أحد أكبر وأقدم مخيمات النازحين في البلاد.
وقالت كلير نيكوليه، مسؤولة قسم الطوارئ بالمنظمة، وفقاً لوكالة «رويترز»: «قبل اندلاع الصراع في أبريل (نيسان) من العام الماضي، كان الناس في المخيم يعتمدون بشكل كبير على الدعم الدولي للحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة وكل شيء. والآن، جرى التخلي عنهم بالكامل تقريباً».
وأوضحت: «يموت طفل واحد كل ساعتين نتيجة سوء التغذية في معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور في السودان». وتابعت: «سوء التغذية بلغ جميع مستويات الطوارئ في مخيم زمزم بشمال دارفور».
في سياق متصل، أكد «برنامج الغذاء العالمي» السبت الفائت، تلقيه تقارير عن سودانيين يموتون جوعاً، مع تضاعف عدد الجائعين خلال العام الماضي جراء حرمان المدنيين من المساعدات بسبب الحرب المندلعة منذ أبريل (نيسان) 2023.
ودعا البرنامج طرفي الحرب في السودان، الجيش و«قوات الدعم السريع»، لتقديم ضمانات فورية لإيصال المساعدات الغذائية الإنسانية من دون عوائق للمناطق المتضررة من الصراع.
إضافة لذلك، تم قطع الاتصالات تقريباً في عدة مدن سودانية، دون معرفة السبب أو الجهة التي تقف وراء ذلك، وسط تبادل الاتهامات والنفي عن المسؤولية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأدانت جمعية الأطباء السودانيين الأميركيين انقطاع الاتصالات، مما يعني حتما “زيادة معاناة الناس وشل قدرة المنظمات الإنسانية على العمل”، وبالتالي جعل الوصول إلى ما يقارب من 65% من سكان السودان أمرا غير ممكن.
وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.. الحكومة السودانية تلهث وراء الدعم العسكري الخارجي
دقت المنظمات الإنسانية الدولية ناقوس الخطر بعد إعلان منظمة أطباء بلا حدود عن وفاة طفل كل ساعتين بسبب الجوع وسوء التغذية الحاد، في إقليم دارفور غرب السودان الذي يضم عدد كبير من النازحين واللاجئين بسبب الصراع الدائر في البلاد.
في الوقت نفسه، تنشغل حكومة البرهان عن مسؤولياتها بحماية السكان وتأمين حاجاتهم الأساسية، بالتواصل مع جهات خارجية كإيران والغرب وغيرها، لزيادة الدعم العسكري واللوجستي واستجلاب السلاح والمسيرات والمرتزقة، وتشكيل عصابات لمواجه قوات الدعم السريع. دون أي اعتبار لمعاناة الناس او حاجاتهم.
حيث اتهم المتحدث الرسمي باسم «الدعم السريع» الفاتح قرشي، الجيش، بتلقي الدعم من دول إرهابية. وقال قرشي إن “تقارير دولية أثبتت أن الجيش السوداني حصل على طائرات من دون طيار (مسيّرات) من دولة موسومة دولياً بالإرهاب”، في إشارة إلى إيران.
وفي هذا السياق، استقبل اليوم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية السوداني علي الصادق علي في طهران، في زيارة تشاورية حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم”.
ويعاني ما يقرب من 18 مليون شخص في أنحاء السودان من الجوع الحاد، كما يواجه أكثر من 5 ملايين شخص مستويات طارئة من الجوع في المناطق الأكثر تضرراً من الصراع.