على الرغم من تغير الحكومات والإدارات في السودان منذ الإطاحة بالبشير فأن الأزمات تضرب جميع مناحي الحياة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، ولذلك تستمر الإحتجاجات سواء من مؤيدي الحكم المدني أو معارضيه، فالشعب منقسم بين مؤيد ومعارض ولكن يتفق الجميع أن حال السودان محزن للغاية.
ويبدو أن الوضع في السودان مع عدد الضحايا خلال الاحتجاجات والمظاهرات قد خرج عن السيطرة بعد الإطاحة بالرئيس السابق كما ذكرنا،فالناس يملكون الحق في مطالبة الحكومة بتحسين الظروف المعيشية بشكل سلمي من خلال التظاهرات والاعتصامات، ولكن تكمن المشكلة هنا هي أن حكومات حمدوك الاثنتين، والبرهان حاليًا، وكذلك المجلس العسكري سابقًا لم يكونوا قادرين على إعطاء الناس ما يحتاجون إليه، بل ولم يتمكنوا من احتواء موجات سخط السودانيين المتكررة واتهمها البعض من أصحاب المناصب بأنها موجهة وعبثية.
هناك أسباب رئيسية لما يحصل في السودان ولسقوط ضحايا بشكل كبير، وهي أن القيادة السودانية منذ سقوط البشير وحتى اليوم لا تعمل من أجل الوطن، والسبب الأخر هو خوف المسؤولين على مناصبهم التي يعتقدوم أنها ستكون بخطر في حال تطور المظاهرات فيجب قمعها قبل ذلك.
يعاني الشعب من أزمات عديدة بدايًا من الخبز مرورًا بأزمات البنزين والطوابير حتى كل الأزمات الإقتصادية التي تزيد يومًا بعد يوم، أما المسؤولين في المناصب العليا للبلاد فقد زادت ثرواتهم عشرات المرات منذ لحظة توليهم هذه المناصب، ولا يعرفون معنى أزمات الخبز والبنزين والكهرباء.