أخبار ساخنةمقالات الرأي

أعظم ثورة تتبناها حاضنة سياسية متواضعة

👈 ان الواجب الأخلاقى قبل الواجب الثورى يحتِّم علينا أن نضع الأمور فى نصابها الصحيح وبكل أمانة لأن المشهد السياسى والوضع الراهن وصل الى درجة من السوء يصعب وصفها وتصورها فى ظل حاضنة سياسية لحكومة الثورة تحتضن فى داخلها كل مقومات الضعف وأسباب الفشل وعليه لابد من الإنتباه لأصل الداء ومواجهته وليكن السؤال الإستنكارى للأديب الطيب صالح موجها اليهم .. من أين اتيتم ؟؟!! وموجه بشكل أساسى للحاضنة السياسية الإنتهازية والتى تقودها الأحزاب بكل ضعفها والتى فرضت نفسها بكل طفيلية على ثورة عظيمة كانت ممهورة بدماء الشهداء وهم خيرة الشباب واجزم بأنه لم يكن بين الشهداء أي شهيد ينتمى الى اي حزب وإنما كانت انتماءاتهم للوطن الجريح الذى عانى منهم ومن سقوطهم وأنانيتهم وفرط حُبهم للسلطة حيث ادمنوا الفشل فى كل حقبة وفى كل زمان ومكان وهم الذين تحالفوا جماعات او أفراد مع النظام البائد وساهموا فى طول أمد حكمه الغاشم .. من انتم هل تنتمون الى هذا الشعب العظيم ام انكم مسخ مسلَّط عليه لتذيقوه مُر العذاب ؟! أين انتم حين كانت دماء الشباب تسيل والأمهات تذرف سخين الدمع ؟! أين انتم من كل هذا ؟! انتم سرقتم جهد هؤلاء الشهداء فى ليلة ظلماء حيث مهروه بدم غالى وروح تحمل هم الوطن بإخلاص وهم يحلمون بسودان الوعى والإستنارة فجيئتم انتم بليل بهيم وتطفلتم على إنجازاتهم !! هل تعلموا بأن الثوار كانت ثورتهم عليكم أنتم قبل النظام البائد لأن هذه ثورة وعى وإستنارة والوعى والإستنارة لاتكون الا بتحرير العقول من تخلفكم وجهلكم حيث أُبتلى بكم هذا الشعب الذى لم يعرف له الحظ طريقا وكنتم انتم طائر الشؤم تحلقون فى سمائه منذ الإستقلال فلم تعرفوا شعبه الأبى ولم تنتموا لترابه الطاهر بل كان ومازال وسيظل همكم الشاغل على مر الدهور والأزمان كيف تقتسمون مقدًَراته على مستوى السلطة والثروة فليس هناك اختلاف بين أحمد وحاج أحمد إلا بمزيدا من النفاق والدجل والكذب الذى تمارسونه وتتنفسونه ملئ رئتيكم المملوءة بدرن الخداع على هذا الشعب المكلوم .. ليس فيكم خيرا ابدا وحالنا الآن أسوأ مما كان عليه فى كل زمن وعلى مدار الساعة واليوم والشهر والسنة فما نعيشه اليوم فى وجودكم وبعقولكم الخربة قطعا سيكون غده أسوأ عن سابقه لا محالة !! بأي فهم وبأي منطق وبأي عدالة تكونوا انتم على رأس هذه الثورة بعد أن انتصرت وعبدَّت طريقها الأحمر مرصوفا بدماء الشهداء والم المفقودين وعذاب الجرحى .. بأي عدالة أن تكونوا انتم على هرم السلطة ولو كان فيكم خيرا لما كان حال السودان هكذا فى عهودكم المظلمة على قِلًَتِها !! ولاتقول لى أن حظكم فى الحكم كان قليلا لأنكم لو كنتم على قدر المسؤولية لما تغوٌَل عليكم العسكر ثلاث مرات فى تاريخ السودان فكلما تمر عليكم التجارب تزيدكم ضعفا وهوانا وسوءاََ اكثر مما أنتم عليه .. إذن لماذا اتيتم بكل عاهاتكم لتمثِّلوا نفس الادوار وبأسوأ منها ؟! من الذى سلَّطكم على هذا الشعب الذى يعانى فى صمت وعذاب فلا ارتاح من سنين يوسف فى زمنكم المقبوح ولاجاءت له البشرى فى ذاك العام الذى فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون؟! لن ننسى مواقفكم المخذية عندما كنتم تتهكمون على ثورة الشباب وتتندرون وتسخرون إذن لماذا تأتوا وقت الحصاد وكأنكم من كسرتم باب الظلم وفتحمتم ابواب المدينة الفاضلة؟! أين انتم عندما كان الثوار الصائمون العُزَّل تتم ابادتهم كأسوأ ما تكون الجرائم الإنسانية فى العهد الحديث وكل العالم يرى ويسمع وانتم فى مأمن وسُّبات عميق؟! الم تكونوا انتم من فكك مضارب الخيام قبل ساعات من فض الإعتصام وولى مُدبرا ولم يعقِّب؟! ولكن حقا فاقد الشئ لايعطيه لأن كل حزب داخله مجموعة أحزاب وأجنحة كلها تحركها دائرة الصراع حول المصالح الذاتية الضيِّقة والتى ليس لها علاقة من قريب او بعيد بهموم الوطن .. وانتم بهذا السوء وهذا التشويه فكيف أن تنجب حاضنتكم السياسية مولودا وسيماََ ؟! فقطعاََ المولود وهو الحكومة سيكون متأثرا بجينات السوء الوراثية الموروثة منكم هذا إذا لم تحدث طفرة وراثية وهذا ما لم يحدث فكانت الحكومة ظلكم الأعوج وكيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟! عندما تهافتم على السلطة واستلمتم راية الثورة ودماء الشهداء لم تجف كنت أتوجس فى نفسى خيفة من معدنكم الردئ ولكن كنت أُمنى نفسى وأقول ربما يختلف الأمر وتأتون بقميص يوسف فيرتد البصر الى هذا الوطن المكلوم ولكن صدق حدسى حيث لم تأتوا إلا لإقتسام الغنيمة وكانت المحاصصات هى شعاركم فإنشغلتم بما ظفرتم ونسيتم التأسيس لبناء دولة يحلم بها كل شهيد وهو مازال يسأل فى عليائه ماذا حدث بعد رحيلى ؟! وانتم على هذا الحال كان هناك بالمقابل الثورة المضادة والنظام البائد يرتِّب صفوفه من جديد ويعيد ترتيب اوراقه بكل هدوء فى حين انه كان من المفترض أن تكون أولى الأوليات ان تقطعوا دابر هذا الورم السرطانى حتى نبدأ فى مسيرة العلاج والتعافى ولكنم تركتوه يتمدد ويتضخم فما لبث أن أصبح فى خاصرة الثورة خنجرا مسموما .. وانتم على الجانب الآخر اتيتم بمجلس وزارى ليس له علاقة بالكفاءة بل يتميز بالضعف الشديد وتجاهلتم أهم شريان للحياة وهو المجلس التشريعى لأنه هو صوت الحق وصوت الشارع وهذا الصوت يزعجكم جدا .. وفوق كل هذا اصبحت البنية التحتية للشراكة الهزيلة مع المكوِّن العسكرى تتصدَّع لأنها اصلا ولدت آيلة للسقوط وأصبحت خلافاتكم فى وضح النهار والكل يغرِّد خارج السرب .. لايمكن ان يجف المداد مهما كتبت عن مشوار الفشل الذى لازمكم .. والآن الوطن والمواطن وصل الى المستنقع والدرك الأسفل بفعل سوء إدارتكم وضعف الأداء وعدم حسم أذيال النظام البائد وفاض النيل وكأنه يتقيأ غضباََ وحزناََ لعدم إحتماله جثامين الشهداء المظلومين المثقلين بالحجارة حيث أنه حتى الآن لم يتم القصاص من المجرمين الذين يعيشون آمنين بيننا وماتت لجنة التحقيق فى فض الإعتصام موتاََ سريرياََ وأصبح ميؤسا منها .. لكل ذلك تبقى الثورة شئ والحاضنة السياسية والحكومة شئ آخر تماماََ وكلما ارسلنا حبل الصبر زاد السوء واستفحل وفاض الكيل وطفح
همزة وصل@
هذه الثورة العظيمة التى كانت ومازالت وستظل جـذوتها فى وعى الشباب وهم مصدر الرهان الذى لايخسر قادرين على ان يُنظِّموا صفوفهـم لخلق حـاضنة مـنهم تتجاوز هـذه الـحاضـنة الـتـى كـانـت وبـالاََ عـلـى الـوطـن الـحـبـيـب

✍️ حيدر الفكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons