عن السودان كتب (اللورد كتشنر) عام 1892م قائلاً: «ليس من شك في أن الدين الإسلامي يلقى ترحيباً حاراً من أهالي هذه البلاد، فإذا لم تقبض القوى النصرانية على ناصية الأمر في أفريقيا فأعتقد أن العرب سيخطون هذه الخطوة، وسيصبح لهم مركز في وسط القارة يستطيعون منه طرد كافة التأثيرات الحضارية إلى الساحل، وستقع البلاد في هذه العبودية» ، ومن هذا بدأت الضغينة والحنق على الإسلام والرغبة العنيفة لإقصائه من السودان وكانت تلك هي أهم أهداف الحملة الصليبية على السودان، ولإنها تدرك أنه لو نفذ الإسلام إلى السودان فإن ذلك مدعاة لانتشاره في كامل القرن الأفريقي ومنابع النيل ومنطقة البحيرات، وهي مناطق استراتيجية مهمة ومفصل حركة القارة، وهذه ميادين لا مساومة فيها ، فبدأت اهداف الغرب العدائية ضد السودان ، وتضييقه المعيشة والاقتصاد ، في تصرف واحد فقط وهو محو الاسلام من السودان ، وان لا يكون للسودان هوية جديده يحتكم بها ، وظلت تدعم كل من عبد العزيز الحلو ، والحركات المسلحة في السودان ، لمطالبتهم بفصل الدين عن الدولة ، وإلا كان البديل عن ذلك هو انفصال ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وكما سعت الدول الغربيه لفصل جنوب السودان عن شماله ، بالرغم من أن مملكة الفونج الإسلامية (السلطنة الزرقاء1500م ـ 1821م) كانت من أصول جنوبية، كما أن قبائل الجنوب كانت أكثر تجاوباً مع حركة المهدي الإسلامية (1885م ـ 1898م)؛ كانت في تلك الفترة تأتي الإرساليات التنصيرية وكانت تقابل بالرفض و لم تفلح تلك الإرساليات منذ مقدمها عام 1846م ولمدة خمسة عشر عاماً في تنصير فرد واحد ، وبالرغم من ذلك فقد سعت بكل أشكال المؤامرة والمكر الكبير ، أعادت تشكيل السودان ، وإعادة اوراق اللعب لصناعة دور فعال لصياغة هوية كل السودان، و حائط ضد الإسلام في السودان ، فانتصرت بذلك وقامت بفصل السودان عن جنوبه وتنصير الجنوب ، فهي بذلك ستسعى بتضييق الخناق على السودان وفرضها علمانية الدولة وتنصيرها ، وازاحة مآثر ومعالم الدولة الإسلامية ، عن طريق بناء أكبر معبد في إفريقيا في الخرطوم ، تبنته الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ، فوفقًا للموسوعة المسيحية العالمية ، كان المجتمع الكاثوليكي أكبر منظمة مسيحية في السودان منذ عام 1995 ، فهي تريد بذلك إعادة الموروثات المسيحيه في السودان ، باعتبارها جزء لا يتجزأ من تاريخ السودان إبان الاستعمار ، وعلى حد قولها تريد بناء الكنيسة الكاثوليكية لتكون معلماً بارزاً يفوق طول ارتفاعه برج كورنثيا ( برج الفاتح ) أو برج القذافي سابقا ، و يعد هذا المشروع جزءًا خطيرا من برنامج إعادة تنصير شعب بالأغلبية المسلمة ، وفرض ثقافات جديده عليهم ، وبالتالي يكون في مثابة ضريبه قد تم دفعها ، لتحرير السودان من الديكتاتورية العسكرية في الوقت الحالي ، فضلاً عن التقريب بين الشعب السوداني بعد توقيع الاتفاقية الإطارية.و وبذلك يكون الغرب قد وخز السودان بشأن ماضيه الاستعماري و يبتسم اثناء تنظيمه لبناء كنيسة كاثوليكية في بلد إسلامي ، ويقول الغرب أما تنصير الشعب المسلم أو فصل جنوب كردفان عن السودان كما قد تم سابقا مع الجنوب ، فعلى الشعب أن يختار بين خيارين أمرين ، أو يستعيد هيبته ويفرض سلطته ويحارب الاستفزاز الغربي ويقف ضد التدخل في الشؤون الدينية للبلاد والداخلية له.