- أمس كان تجسيدا للحالة التى تعيشها بلادنا / جماعة تهتف للحكومة وأخرى تهتف ضدها وثالثة تركب (القطر)ضد نظام لم يعد له على الأرض وجود ورابعة لا الى هؤلاء ولا اؤلئك !
- الحزب الشيوعي الذي خرج قبلها بيوم واحد فقط ينادي بإسقاط الحكومة قدر في اليوم التالي ان ينضم للمليونية المنادية بنصرة الحكومة حتى إكمال الفترة الانتقالية والحزب ههنا يحاكي الملازم شرطة (شاعر) ابو آمنة حامد رحمه الله والذي من بعد ان رفع التمام في دار الشرطة في اكتوبر 1964م لمكافحة الشغب خلع اللبسة العسكرية لما رأى الجماهير وانضم للثورة !
- قد يبدو مشهد (الفنتازيا) الذي يسود البلاد في حاجة الى عاقل او عقلاء يتجاوزون بالبلاد مرحلة الثورة لبناء الدولة فلقد أهدر كثير من الوقت في سعى كل طرف لإنهاء الآخر وإثبات وجوده وان خف الوزن على الأرض تم (النت)الناقصة !
- من الأصوات العاقلة التى استمعت إليها كان صوت الدكتور التجاني السيسي ذلك السوداني الأممي حقيقة لا مجازا ولا تزييفا -استمعت إليه وهو يطرح مبادرة لبرنامج وطنى قال -من المفارقات -ان الجميع وافقه عليه بما في ذلك الدكتور عبدالله حمدوك ولكن -ولكن -!
- ولكن نقص مبادرة الدكتور تجانى سيسي ومن معه في كمالها وفي انها تشترط(الوفاق الوطني)بين كل السودانيين لا تستثني منهم احدا !
- لا أحد يسعى للوفاق الوطني الشامل اليوم وإنما يبحث كل عن إنهاء الآخر وافنائه وكان السعي المحموم الأول بين (القحاتة) و(الفلول)لينتقل من بعد الى داخل مربع القحاتة بعد ظنهم ان الأمر قد دان لهم وأصبحنا نتابع الصراع بين مجموعة (الأربعة ) وأم أربعة وأربعين !
- على هامش الملتقى الذي عقده الدكتور تجانى السيسي ورفاقه قلت له ان لا أحد سوف يسمع لصوت عاقل في ظل هذا الصخب والهياج الهستيري والرغبة العارمة في افناء الآخر وممارسة الرقص الهستيري على اشلائه وان الوقت وقت (الشوكة)وفرض (الأمن)وحفظ (الوطن)!
- البلاد تتجاذب من أطرافها اليوم ويتداعى مركزها للسقوط فوق رأس الجميع وإيقاف هذا التدهور فعل يجب ان يسبق أي حديث وأي صوت !
- سنوات طويلة قضاها الدكتور تجاني سيسي في أروقة الأمم المتحدة شهد من خلالها انهيار دول وانقسام بعضها على بعضها وتشرزم أمم وشعوب ونشوء معسكرات وعايش سقوط حكومات وانقلابات وتمرد ويعرف الرجل الآن الى اين نسير وهل بالإمكان تفادي هذا المصير بالحديث وإن كان صحيح -مثل طرحه عن الوفاق الوطنى الشامل -ام ان هناك أوقات يجب ان تسبق فيها اليد اللسان لترتيب الأوضاع ؟!
- أمران -لا ثالث لهما -لا يختلف عليهما غالبية أهل السودان ويجب ألا يختلفوا عليهما في الوقت الحالى وهما (تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لفترة محددة) و ذات(أهداف محددة بالتأسيس للتحول الديمقراطي) والتحدي هو ليس كيف نفعل ذلك ولكن كيف نفرض ذلك ؟!
*نقطة سطر جديد – ليرينا تحالف الدكتور تجاني سيسي كيف يمكن ان يسهم في ذلك -فرضا لا طلبا !
بكري المدني