أُنس ..؟


ويوسف إدريس له قصة وفي القصة مريضة تجمع عدداً من مختلف الأمراض والطبيب المحاضر في المستشفى يتَّخذها نموذجاً يدرِّس به طلاب الطب كيف تقود الأمراض بعضها
والزهو بالتميُّز هذا يجعل المريضة هذه يعجبها أن تحتفظ بالميزة هذه…و..
والكتابة عن أمراض السودان تجعلنا نشعر أن شيئاً
مثلها يجري الآن
شيء كأنه يحرص على أن يظل الكُتَّاب يطعمون القراء وجبة يومية من المواجع وإحصاء الآلام وكلما كانت التفاصيل أوسع كان الأمر أفضل..
و نرفض هذا…
والرفض هذا والتوقف عن إحصاء الأمراض يجعلنا نتَّجه إلى ( شرح) الأحداث..
شرح… لأن الشرح يصنع الرؤية… والرؤية تصنع الأمل… فالظلام هو الذي يصنع الخوف..
……..
ونكتفي بشرح الآخرين فبعض الأنس يرى ما لا تراه الدراسات
قال:
الحركات المسلَّحة ترفض عودة الإسلاميين لأن العودة هذه تكرر تجربة الدفاع الشعبي…. يوم حمل الإسلاميون السلاح مع الجيش كتفاً بكتف…
وإن تكرر هذا إذن فقد هلكت الحركات المسلحة…
……
وفي الأنس يأتي ما لا يخلو من أنس…
الاقتصاد…
والأنس يلتفت إلى الإقتصادي الذي يجلس ويكتفي بالشاي وينصت.. والأنس يسأل
: هل يمكن علاج الاقتصاد؟
ولعل كلمة (علاج) وصعوبة التفاصيل أشياء كانت هي ما يوحي لصاحب الشاي بالحكاية الساخرة… قال
: اسمعوا…. الشاب المدلل يرث ثروة… وينطلق انطلاقة كاملة بالمعنى السوداني لكلمة… انطلاقة… لكن بعد عام وعامين والشاب يشعر أن هناك شيئا وأن ( السويتش ) عنده أصبح بطيء الاستجابة..
وأول طبيب يقول شيئاً مفزعاً… الطبيب قال للشاب
: لا علاج… لا بد من جراحة للبتر الكامل
والشاب المصعوق ينطلق للطبيب الثاني… ثم الثالث خارج السودان و العاشر
وكلهم يقولون الجملة المفزعة ذاتها
:: لا بد من العملية والبتر…
والشاب يسمع بطبيب صيني كان/ للغرابة/ يعيش في السودان إلى درجة أنه أتقن اللهجة السودانية..
والشاب يطير إلى الصين وإلى الطبيب هذا
وفحص…
والطبيب عند النتيجة يقول للشاب باللهجة السودانية
: ..لا… ما في داعي للعملية… البتاع بتاعك دا ح يقع براهُ !!!
قال الاقتصادي الذي يحدِّث الناس في الأنس
ما في داعي للعملية لأن الاقتصاد الحالي دا ح يقع براه..
……..
لكن من يقول القول عن الاقتصاد وغير الاقتصاد كان شاباً يطل على الناس من المواقع ليقول لكل سوداني..
وفي كل كلمة أن الإله الذي نعبده والذي هو العنصرية هو ما يجعل وجوهنا في الطين بينما العالم يطير
والحديث يسمعه بعضهم ليرسل إلينا مقالاً كتبناه عام 84 في (.ألوان )
حديث عنا وعن نفختنا وعن الناس
وفيه وعنوانه… يوم في حياة عربي مستقل جداً نقول
العربي يستيقظ من نومه على السرير الإيطالي ليدخل حمامه الياباني ويستحم بالصابون الإنجليزي، وملتفا بالبشكير التايواني يجلس إلى مائدة الأكل الفرنسية ويتناول الشاي القادم من الهند مع اللبن الهولندي والزبد السويسري و البسكويت الأيرلندي بعدها العربي المستقل جدا هذا يرتدي ملابسه المصنوعة في أمريكا والحذاء الإيطالي وبالهاتف المستورد من اليابان يحادث ابنه الطالب في المانيا وابنه يبشره بأنه أرسل إليه آخر طبعة من القرآن مطبوعة في المانيا…)
الكلام مكتوب قبل سيل المخترعات ما بين عام 84 واليوم
نكتبه مقروءاً مع ما عندنا فأنت في نفخة رائعة تقول من أفضل منا ؟
وما شهدته السنوات منذ 84 واليوم من تدمير نفسي واجتماعي للدول المسلمة أضخم أضخم أضخم من تدمير کل سلاح….
……
. نوقف الحريق الذي هو الحديث عن المصائب والعجز والمصائب والعجز والمصائب والعجز…
نتوقف لنرفع راسنا يوماً واحداً إلى السماء
ففي الأنس كان البعض ينظر إلى جهاز التلفزيون… وفي الأخبار … المدن والأضواء والبريق والثراء والرقص والصراخ والمنافسة المجنونة وإلى درجة الحرب…
وعن هذا كله عجوز في طرف المكان يقول للكاميرا
يمكنك أن تقيم برجاً ومدينة وبنوك الدنيا ومصانعها وما فيها
ثم تلقى في حفرة وتدفن…
العجوز الفرنسي كان يقول… لماذا دخلت الإسلام
والآن البرهان وقحت والثروة والحركات والسلاح والتنازع وأنا وأنت والبذاءات و..و
ثم حفرة صغيرة يلقون بك فيها ويذهبون
ولا نحدَّثك اليوم عن أن رئيس الدولة التي تدمن عداء الإسلام زوَّج بنته لأسامة أحد من صنعوا قحت….