انتقد دبلوماسيون ومراقبون ما أسموه “تقاعس” بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس” عن القيام بدورها المنصوص عليه في قرار إنشائها بيونيو 2020 والمتمثل في حماية الوثيقة الدستورية والمدنيين.
وقال الخبير القانوني كمال الأمين لموقع “سكاي نيوز عربية” إن مهام البعثة واضحة ومحددة في القرار رقم 2524 والذي ينص على أن تعمل على دعم الانتقال الديمقراطي، وحماية الوثيقة الدستورية والمدنيين وبناء السلام، لكنها لم تحقق أيا من مهامها تلك حتى الآن.
وفي ذات السياق، شدد الوليد علي، الناطق الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين، على أن البعثة الأممية لم تظهر ما يؤكد جديتها في تنفيذ المهام المطلوبة منها وهو ما ظهر جليا في أعقاب “انتهاك الوثيقة الدستورية”، وسقوط قتلى خلال المظاهرات المطالبة بمدنية الدولة.
وأكد علي لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الشارع السوداني يدرك التعقيدات التي تحيط بالمواقف الدولية، لذلك فهو يمضي في طريقه وضغطه الداخلي حتى تتحقق كل مطالبه.
وفي حين استهجن العديد من المراقبين التصريحات التي أدلى بها أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الجمعة، والتي دعا فيها السودانيين إلى القبول بالاتفاق الموقع بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الحادي والعشرين من نوفمبر، رفضت لجان المقاومة السودانية دعوة قدمها لها فولكر بيرتس رئيس البعثة الأممية في الخرطوم للجلوس معه والتحاور بشأن الاتفاق.
وردا على دعوته، أكدت لجان المقاومة لفولكر تمسكها بعدم الدخول بأي شكل من أشكال الحوار مع الشق العسكري.
ووجه السفير عمر الشيخ المنسق الوطني السابق لبعثة “يونيتامس” في السودان انتقادات للأمين العام للأمم المتحدة وقال في رسالة وجهها المبعوث الخاص للمنظمة في السودان إن “غوتيريش تجاوز صلاحيته بالضغط على الثوار لقبول اتفاق البرهان حمدوك غير القانوني”.
ووصف الشيخ تصريحات غوتيريش بـ”الخطأ الفادح الذي يقوّض قرارات مجلس الأمن الدولي”.
من جانبه، أشار الدبلوماسي والسفير السابق في الخارجية السودانية عبد الوهاب الصاوي إلى أن معظم تجارب البعثات المشابهة في إفريقيا ومناطق أخرى من العالم أكدت عدم قدرتها على تحقيق المهام المرسومة لها.
وشرح الصاوي وجهة نظره قائلا إن البعثة “انصرفت عن مهامها الرئيسية الموكلة لها خصوصا في الجوانب المتعلقة بحماية الفترة الانتقالية