اندلعت الاشتباكات الأخيرة في ولاية النيل الأزرق، على الحدود مع اثيوبيا، بسبب نزاع على أراض بين قبيلتي ألبرتي والهوسا. والهوسا هي واحدة من أكبر القبائل في إفريقيا وتعد عشرات الملايين.
قال أحد أعيان قبيلة الهوسا يدعي حافظ عمر بأنه “تم استخدام أسلحة حكومية”، خلال الاشتباكات مما يثبت تورط الوالي في الأحداث وطالب “بتأمين عودة الذين هُجروا من منازلهم ومحاسبة الذين تسببوا في الاحداث”.
تندلع هذه الاشتباكات عموما بسبب نزاعات حول الاراضي والمياه الموردين الرئيسيين للزراعة والرعي وهما النشاطان الرئيسيان في هذه المناطق.
وعلى خلفية الأحداث يجب وعلى الفور اقالة والي النيل الازرق احمد العمدة واستبداله بشخصية قادرة على التوسط في النزاعات المحلية ان لم يكن هو نفسه مشاركا في الاحداث وبشخصية محايدة وقومية تنظر الى المكونات الاجتماعية على قدم المساواة دون محاباة او ميل او هوى ووجوده على راس السلطة الولائية في النيل الازرق دليل جديد على ضعف الحركات الداخلي وعدم قدرتها على تجديد دمائها ومسئولييها بل وعدم قدرتها على المحاسبة وتحميل المسئولية لمن يخطئ ويفرط وهذا يؤشر الى محاصصات بداخلها ومراكز قوى قبلية تشعل الفتن والصراعات ولا تتحمل ادنى قدر من مسئولية الدماء.
القتال القبلي في النيل الازرق جاء كنتيجة لاطماع الحركة الشعبية وخاصة السيد الوالي وبعض الدول الغربية التي تنظر إلى الموارد الكثيفة التي تحت أرض النيل الأزرق ولا ينظرون إلى الشعوب هم الأول والأخير الموارد وخاصة الغاز الطبيعي والذهب.
ليس المهم في وضع غائم لا يتحمل فيه احد المسئولية وهنا يجي السؤال من يشعل النيل الازرق ومن يحرص على قتل المدنيين ومن يسلح القتلة والماجورين بل اسباب ذلك واي سبب نفكر فيه فلابد ان يكون له علاقة مبطنة بالحركة الشعبية واقسامها وقادتها المتناحرين الذين يعلم كل واحد منهم ما يملكه الاخر وما يريد ان يملكه في المستقبل والحركات في داخلها غير مستقرة وغير مبدئية ولا اهداف لها غير الاهداف الشخصية فهي مرشحة على الدوام للانقسامات هذه الانقسامات تتمظهر فورا في القتال القبلي وتحريك مجموعات سكانية بعينها لتقوية فصيل او جناح داخل هذه الحركة او تلك.
خطورة الحركات المسلحة هو ما ظهر في جرائم النيل الازرق فهي ليست قومية وبالتالي ليست وطنية تماما.. فاي صراع داخلها يتبلور فورا وبعنف ظاهر في قتال قبلي عنيف فهذه الحركات لا تتقاتل ابدا مع بعضها البعض دون الاستعانة بقبائلها الا نادرا ولا تنشق من بعضها البعض دون دعم قبلي فزعيم القبيلة هذه او تلك تجده مرة بالعمامة أو الطاقية. ولذلك فدعوى اشراك الادارة الاهلية كمكون اجتماعي في الحوار او السياسة دعوة حق.
البرتي والهمج ضد الهوسا والفلاتة هنا مجاميع قبلية تشترك مع بعضها البعض وتحالفات قبلية تتجمع ولكن الفترة الطويلة التي اخذتها الاحداث تدل على تواطؤ الوالي في الولاية وكذلك التعتيم الاعلامي على ما يدور مما سبب الكثير من الوفيات والجرحى.